المفكر والفقيه

المفكر والفقيه

العلاقة التنافسية بين المفكر والفقيه في التفكير وابداء النظر و التي لها علاقة بالمجتمع، وذلك لغرض تغييره واصلاحه.



ومنها المسائل السياسية وحقوق الانسان والمرأة والمواطنة والدستور والعلاقة مع الغرب ومنتجاته الثقافية والمادية وغيرها.



وبالتالي فان لكل منهما رسالة تتعلق بالاصلاح الاجتماعي



وتبدأ نقطة التنافس بينهم بأختلاف المعايير المتبعة في التفكير



انطلاقاً مما يحملانه من ركائز معرفية مما يجعل حل المشكلة الاجتماعية مختلفاً



فبينما يلجأ الفقيه الى النص كمولد تكويني لكسب الرهان مستعيناً في ذلك بكل ادوات التحقيق البيانية من السند والدلالة اللغوية



فان المفكر في المقابل يعمد الى التجربة البشرية مع موجهات النص لتحقيق هدفه في الرهان



موظفاً لذلك كل الوسائل العلمية التي تتكفل بها المناهج والعلوم الانسانية

كعلم الاجتماع والنفس والاقتصاد والاحصاء والتاريخ وغيرها



فمثلاً اذا كان الفقيه يلجأ لحل مشكلة الفساد الخلقي بالوعظ والتحذير

فان المفكر او المثقف يلجأ في علاجه الى البحث عن الاسباب والعوامل الكامنة وراء هذا الفساد لتغييرها
كإن يرى ان المشكلة الاساسية تكمن في البطالة او صعوبة الزواج لغلاء المهور او للكثافة السكانية او غير ذلك

واذا كان الفقيه يستعين عادة في دعوته لاصلاح المجتمع على ما هو خزين لديه
من تكوين بياني للنص دون اللجوء الى الطرق العلمية المساعدة

فان المثقف على خلافه يستخدم الوسائل العلمية في الاصلاح ويعتمد على التخطيط قبل القيام بخطواته في التغيير



يقول الشيخ القرضاوي:
وقد ذكرت يوماً أمام داعية كبير ضرورة التخطيط القائم على الاحصاء ودراسة الواقع
فكان جوابه: هل تحتاج الدعوة الى الله، وتذكير الناس بالاسلام الى تخطيط واحصاء؟



ويرى القرضاوي
ضرورة التخطيط القائم على الإحصاء ودراسة الواقع
وأن من آفات الحركة الإسلامية المعاصرة غلبة الناحية العاطفية على الاتجاه العقلي والعلمي
كما أن الاستعجال جعل الحركة الإسلامية تخوض معارك قبل أوانها، وأكبر من طاقتها



ما سبق جعلني ابحث اكثر لتقريب العلاقة بينهم وان اجد مصادر تقرب بينهم وتخدم المجتمع بشكل اكبر
وان تجعلهما خطين متوازيين لا متقاطعين



فابن رشد لا يرى هناك تضاداً بين البرهان الفلسفي والنص الديني إذ كلاهما عنده حق، ولا بد أن يشهد أحدهما للآخر
وكما يقول:
(إن الحكمة هي صاحبة الشريعة والأُخت الرضيعة.. وهما الـمصطحبتان بالجوهر والغريزة)



ويقوله ابن تيمية في الحملة المغولية وهو أن
(الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة )

وحيث انعم الله علينا بقيادة حكيمه وعادله ولا ترضى الظلم لأبنائيها
فيحتم علينا كمثقفين ومشايخ ان نوحد ادواتنا التي منحها الله لنا وان نكون على طريق مستقيم

وان نقيم من اختل توازنه بالحوار الهادف لا بالتعنيف والتكفير والجهل

فهي التي تفتح الطرق الفرعيه لدخول من يحاول زعزعت امننا وتفريق صفنا .



الخلاصة :

تعتبر خطب صلاة الجمعة من اهم واكبر عامل لتثقيف وتوعية المجتمع

فيجب ان تستغل بشكل كبير حيث يتشارك المثقف مع الفقيه في نشر الوعي الثقافي والديني

وما يخدم المجتمع وان يكونا أداه واحد لحل مشكله ما بحيث تكون مبنيه

على اساس التخطيط العلمي وتدعيم اساساتها بالمنهج الاسلامي

فحتما سوف نرتقي بديننا ووطننا ونغلق الطرق الفرعيه وان لا نجعل لطامعين في بلدنا أي منفذ لدخول اليه .



ارجوا من الله العزيز القدير ان يوفق خادم الحرمين الشريفين ويلبس عليه ثوب الصحه والعافيه
وان يكون وطننا وشعبنا يد واحده لما يخدم ديننا ومصالحنا الاجتماعيه .



كتبة العزيزي المغترب

16 – 7 – 2011م

القاهرة





هوامش :



1- مجلة الامة – القرضاوي .

2- مجموع فتاوى ابن تيمية

3- القضايا المشتركه - يحي محمد