الامير خالد--00سامحني يالوليد

الأمير خالد : سامحني يا طفلي الوليد

.

.
من منا لا يعرف محنة نبي الله الكريم يعقوب وولده الكريم يوسف عليهما السلام، محنة الأب المكلوم الذي أبيضت عيناه من الحزن وهي تبحث في كل مكان عن الحبيب يوسف عليه السلام ، من جرب بكاء قلب يعقوب في وقت السحر ونشيج عينه على ابنه، لن يعرف أحد معنى أن يوضع قميص يوسف على وجه يعقوب عليهما السلام فتشمه أنفه ويرتد بصيراً وتغمر الفرحة كل خلية في جسده، أكاد أجزم يا حبيبي وطفلي الوليد أنه لن يعرف قلب أحد من الخلق مرارة هذه المحنة إلا قلب مثل قلب أبيك ذاق وعاش مثلها .
واليوم السبت 20من شهر رمضان المبارك عام 1432 قد مرت 6 سنوات عجاف على قلب أبيك، ولا زلت أتذكر لحظة حادثك ودخول قلبي في غيبوبة الحزن حول سريرك الأبيض.
أعلم يا فلذة كبدي ويا طفلي الوليد - شفاك الله وعافاك - أن الصبر على قضاء الله هي عقيدتنا ، وما يزيد ثقتي في الله أن الكريم يعقوب عليه السلام كان واثقا بربه وأرجو أن أقتدي به . فيا حبيبي الوليد فقد كانت ثقته بربه أنه سيرى وليده وحبيبه يوسف قبل فراق الحياة، وإني لأتذكر ذلك المنام الذي رآه الكريم يعقوب فقد روى في الأثر أن نبي الله يعقوب رأى ملك الموت في المنام وهو لا يعلم أحي يوسف أم ميت، فلما رأى ملك الموت قال يا ملك الموت هل قبضت روح يوسف؟، فالوالد يسأل عن فلذة كبده وثمرة فؤاده الذي كان لا يطيق له فراقا..هل قبضت روح يوسف؟؛ فقال له ملك الموت لا يا نبي الله وإن الله يقول لك أنه لن يقبضه إليه حتى يجمع بينه وبينك .
وإني أدعوا الله جلت قدرته يا حبيبي ويا طفلي الوليد ألا أيأس فتوكلي ويقيني وثقتي بالله العظيم، أن يجمع بيني وبينك ثانية أضمك إلى قلبي فينزاح همي وينفرج غمي وأشمك فتشرق الدنيا في وجهي وأقبل رأسك وأضعك في حضني، وسامحني يا الوليد حيث أنك بلغت من العمر 22 عاماً فاضطررت اليوم مرغما أن أستخرج صك ولايتي عليك لتيسير أمورك، ولا يعتري قلبك الحزن يا طفلي الوليد وفلذة كبدي لأن ذلك سينتهي بمشيئة الله لحظة نزول رحمته وعطفه ولطفه وكرمه وأن يتقبل الله دعاء أبيك وأمك وأخوتك وأهلك وقلوب أحبتنا المحسنين، آمراً لك سبحانه وتعالى بالشفاء، أو ما يكتبه الله تعالى لك بالبقاء في غيبوبتك أو الرحيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
سامحني يا حبيبي ويا طفلي الوليد على تقصيري في علاجك فوالله لا أعلم بابا لعلاجك إلا وجلته ولا متخصصا في حالتك إلا سألته ولا قلبا محبا وداعيا لك إلا رجوته، وسامحني إذا فضحت الكلمات حزن أبيك وعجزت السطور أن تستر العبرات وبكت الحروف لبكائي، وما العمل في عيني التي إن تخيلتك تدمع وقلبي الذي إن ذكرك يجهش ويفطره الحزن، وتسري القشعريرة في جسدي خوفا من الله وأني استمطر رحمته واستعجل فرجه وأعود مستغفرا لله يا طفلي الوليد الذي أبقاك على هذه الحال معنا لحكمة لا يعلمها سواه سبحانه وتعالى ، ويحدثني قلبي يا طفلي الوليد أن الله قد هداني لأعرف بعض من هذه الحكمة وأهمها أنه هو الشافي المعافي بإذنه تعالى ، ولكن أشعر أني ما زلت مقصراً معك يا طفلي في البحث عن علاج يكون سببا في شفائك بإذن الله ، ولو كان هذا العلاج في بطن حوت في قاع البحر أو حتى في الطرف الآخر من الدنيا لبذلت كل الأسباب لجلبه بإذن الله .
إن تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما من داء إلا وجعل الله له شفاء سوى الهرم والموت، يجعلني على يقين بشفائك بإذن الله وهو ما يجعلني أواصل البحث في جميع أرجاء العالم مع الباحثين والجراحين والأطباء ، تارة مع الطب التقليدي وتارة مع الطب البديل الشرعي بجميع أنواعه ، والأهم من ذلك كله علاجك بناء على الكتاب والسنة بالتعبد من صلاة وصوم وحج وعمرة ودعاء ورقية وصدقة وماء زمزم والزيت والعسل والحبة السوداء والحجامة .. وهي أهم العلاجات وأكثرها نفعا وبركة .
والغريب والأدهى في الأمر أن جميع الأطباء في العالم الذين شخصوك بدون استثناء أجمعوا منذ 6 سنوات بوفاتك الدماغية ، بل جزموا أنه لن يتبقى لك سوى ساعتين إلى 72 ساعة حتى الوفاة الفعلية، وفاجأتهم حكمة الله برحمته وعطفه ولطفه وكرمه بعباده .. وبقيت معنا يا طفلي ويا فلذة كبدي وبعد 18 شهر عندما بدأت أحيانا تتنفس من تلقاء نفسك عبر الجهاز تغير تشخيصهم إلى أن حالتك نباتية ، ثم ظهر جليا انك تستجيب ولو ببطء شديد ثم إلى تفاعل أكثر فتحول تشخيصهم إلى قليل من الوعي أي تفاعل من جذع الدماغ.. ثم وسط دهشة الأطباء وذهولهم لتفاعلك مع الصوت واللمس والألم أصبح تشخيصهم أن أبنك كان ينبغي أن يكون قد توفي قبل 6 سنوات ولكن بعد هذه التطورات ..! أصبح تشخيصهم "لا نعلم " فليس لدينا احصائيات وبحوثات وعلم وطب مما نستطيع أن نستند إليه .
نعم قد توقف علمهم أمام معجزات الله وصار تشخيصهم "لا نعلم"، وأقسم بالله العلي العظيم يا الوليد أن هذا هو التشخيص الذي أرغب أن أسمعه، هل تدري لماذا لأنه يفرحني وينشرح صدري له ؟!، لأنني كلما سمعتهم يقولوا ذلك أيقنت فوق يقيني أنهم بعلمهم وحولهم وقوتهم عاجزون أمام الطبيب الأعظم سبحانه جلت قدرته فإنهم لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، والدليل هو أنت يا حبيبي ويا طفلي الوليد فسبحان من يحي ويميت ويقول للشيء كن فيكون.
وهكذا يظل يلهج لساني لك ولكل مرضى المسلمين..يا ربي يا ربي يا ربي أرجع لي عبدك الفقير إليك الوليد ابن عبديك الفقيرين إليك والديه .. كي أرى عيناه وهما يناظرا إلي وأسمع صوته وهو ينادي أبي وأمي وأخوتي ، يا ربي أعده إلي حتى أضعه على صدري وأحضنه وأشمه واللثم وأقبل رأسه ووجه ، يا ربي يا ربي يا ربي لا تحرمني من كرمك ورحمتك وعطفك ولطفك، يا ربي في قلبي أنين كعدد النجوم وحبات الرمال وقطرات المطر، يا ربي إن قلبي ينفطر حزنا وألما كلما تطرق إلي سمعي أسمه، أو أشاهد صوره في طفولته وشبابه ، وعندما أشاهده في غيبوبته يا ربي أغليه وأحبه واعطف عليه وأتألم خوفا من أن يكون يتألم وأنا لا أعلم، اللهم قوي عزيمتي وأجعل قوة صبري مثل صمود جبل أحد.
ربي أني عبدك الفقير المقصر الذليل خاضعاً بين يديك منطرحا على عتبة رحمتك، اللهم أغفر لي يا ربي فلا أستطيع أن أعبر عن كل ما يدور في نفسي و قلبي وعقلي وجوارحي، أعاني لأنني لا أشعر بما يعانيه والله أعلم من خلال هذه الأعوام ال 6 .. في يقظتي وفي منامي أرى أحلام ورؤى وأحاديث نفس ويراودني الشيطان عن إيماني في كوابيسه، لك الأمر يا ربي من قبل ومن بعد .
أقسم يا ربي بما علمت وشئت وقدرت وكتبت بعظمتك وجبروتك وكبريائك باسمك الأعظم ، لا إله إلا أنت سبحانك ربي الله لا إله إلا هو الحي القيوم وبأسمائك الحسنى وصفاتك العلا ، أن تعجل بشفاء طفلي الوليد حتى لو طلب الأطباء لإرجاعه كما كان - بإذنك سبحانك - على أن يستقطعوا أي جزء من جسدي فليأخذوه عن طيب خاطر بدون تردد ، أدعوك يا ربي وأتضرع إليك أن أراه يشاهدنا ويتكلم معنا ويقوم عن سريره ويمشي إلينا ، أشاهده وأشم رائحته وأقبله وأحضنه قبل أن يأتي أجلي يا ربي.
يا ربي في هذا الشهر الفضيل في ساعة الصيام ووقت الأذان وفي ساعة الإفطار أدعوك أن تتقبل دعاء عبدك الفقير الذليل الخاشع الراضخ الخاضع المنكسر المتضرع الملح المتوسل الشاكر الحامد الممجد المستغفر المسبح المهلل المكبر ، ربي أعز فلذة كبدي الوليد بشفائك وأنصره بدينك وأنصر دينك به ربي وأجعله آية من آياتك وعظة من عظاتك وحكمة من حكمك ، ربي إلهي خالقي مولاي أغثني برحمتك وعطفك ولطفك وكرمك، ربي بعبوديتي وعقيدتي وطاعتي وإيماني فيك .. ربي أكشف وأقهر وأقرع وزلزل وأزل وأرفع البأس والسوء والضرر والمكروه والابتلاء ربي أنزل الدواء والشفاء، ربي عوضه عما فقده ربي وأجعله أفضل مما كان ربي أشفه وعافه وأرجعه إلى حضني عبديك الفقيرين إليك والديه .
اللهم أنه طفلي الغالي الوليد فأجب توسلنا واجعلنا من الصابرين وأعطنا أجر الذين يوفون أجرهم يوم القيامة في الفردوس الأعلى بغير حساب برفقة عبدك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهم اشفه شفاء ليس بعده سقما ابدا..اللهم خذ بيده اللهم احرسه بعينيك التى لا تنام .
و اكفه بركنك الذى لا يرام و احفظه بعزك الذى لا يُضام .و اكلأه فى الليل و فى النهار . و ارحمه بقدرتك عليه ّ.أنت ثقته و رجائه يا كاشف الهم . يا مُفرج الكرب يا مُجيب دعوة المُضطرين .اللهم البسه ثوب الصحة والعافية عاجلا غير اجلا ياأرحم الراحمين.. اللهم اشفه اللهم اشفه اللهم اشفه..اللهم امين.

*الفقير إلى عفو ربه أبو الوليد

رسالة نابعه من قلب الوالد الحنون ...


أسأل الله ان يشفي إبنه ويكون بعونه ..

اللهم امين
اسعدني مرورك اخي عاشق