قبل يومين من إعادة "أنعام" للتداول.. المساهمون يترقبون رصاصة الرحمة

منهم من احتج على "تحجيم فترة التداول" وبعضهم لديه الأمل في تراجع الهيئة عن القرار

انقسم عدد من مساهمي شركة أنعام الدولية القابضة، قبل يومين من إعادة سهمها للتداول بين محتج على القرار الذي اتخذته هيئة السوق المالية أخيرا بتحجيم فترة التداول وبين من لديه الكثير من الأمل في أن تتراجع هيئة السوق عن قرارها وتعيد سهم الشركة للتداول كغيرها من الشركات الأخرى في النظام الآلي المستمر.
يذكر أن الفريقين اشتركا في توقعاتهما بأن تتسبب الطريقة التي أعلنتها هيئة السوق المالية لتداول سهم "أنعام"، في حدوث خسائر باهظة للشركة ولمساهميها منذ أول يوم تداول، وذلك نظرا لقصر فترة التداول الصافية والمقدرة بساعة واحدة من أصل 22 ساعة ونصف الساعة هي إجمالي ساعات تداول سوق الأسهم السعودية أسبوعيا.
وكانت هيئة السوق المالية قد أعلنت سبعة ضوابط لتداول سهم "أنعام"، تضمنت السماح بتداول السهم آليا يومين في الأسبوع فقط، وبمعدل نصف ساعة لكل يوم، تسبقها 15 دقيقة مخصصة لإضافة أوامر العرض والطلب.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

انقسم عدد من مساهمي شركة أنعام الدولية القابضة، قبل يومين من إعادة سهمها للتداول بين محتج على القرار الذي اتخذته هيئة السوق المالية أخيرا بتحجيم فترة التداول وبين من لديه الكثير من الأمل في أن تتراجع هيئة السوق عن قرارها وتعيد سهم الشركة للتداول كغيره من الشركات الأخرى في النظام الآلي المستمر.
لكن الفريقين اشتركا في توقعاتهما بأن تتسبب الطريقة التي أعلنتها هيئة السوق المالية لتداول سهم "أنعام"، في حدوث خسائر باهظة للشركة ولمساهميها منذ أول يوم تداول، وذلك نظرا لقصر فترة التداول الصافية والمقدرة بساعة واحدة من أصل 22 ساعة ونصف هي إجمالي ساعات تداول سوق الأسهم السعودية أسبوعيا.
وكانت هيئة السوق المالية قد أعلنت عن سبعة ضوابط لتداول سهم "أنعام"، تضمنت السماح بتداول السهم آليا يومين في الأسبوع فقط، وبمعدل نصف ساعة لكل يوم، تسبقها 15 دقيقة مخصصة لإضافة أوامر العرض والطلب. وأشارت الهيئة في قرارها إلى أنه سيتم تسوية جميع العمليات بعد نهاية فترة التداول على السهم، ما يعني أن المناقلة بين المشتري والبائع لا تتم خلال فترة التداول.
وفي الوقت الذي عد فيه بعض مساهمي الشركة تنفيذ إعادة تداول "أنعام" الذي من المقرر أن يتم بعد غد (الأربعاء) بعد توقف دام عاما كاملا، بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على أسهمهم، إلا أن الأمل كان يراود شريحة كبيرة منهم بأن تتراجع الهيئة عن قرارها بتحجيم فترة التداول وتعيد أسهم شركتهم إلى نظام التداول الآلي المستمر مثلها مثل غيرها من الشركات الأخرى.
في المقابل، احتج عدد من مساهمي الشركة في حديث لـ "الاقتصادية" على قرار هيئة السوق المالية تقليص فترة تداول السهم إلى ساعة واحدة أسبوعيا، مشيرين إلى أن ارتفاع سعر السهم وقصر الفترة المتاحة لتداوله، يتوقع أن يسهما في حدوث ضغط قوي على السهم والزج به في موجة هبوط حادة قد تستمر لعدة أيام وتستنزف معها نسبة كبيرة من أموال المساهمين، متسائلين في الوقت ذاته، هل هذا هو ما تريده هيئة السوق المالية؟
وقال إبراهيم الزهراني ـ مساهم في الشركة ـ إن ضوابط تداول "أنعام" التي أعلنت عنها هيئة السوق لم تكن أبدا من صالح المساهمين المتضررين، والذين توقعوا أن يظفروا بحل أفضل من هذه الطريقة التي وصفوها بـ "المجحفة" بحقهم بعد طول انتظار استمر لأكثر من عام، ولم يستبعد أن يسهم هذا الإجراء في خدمة بعض كبار المساهمين من خلال حصولهم على الكميات التي يبيعها صغار المساهمين للتخلص من السهم في الأيام الأولى، والاحتفاظ بالسهم لحين عودته مجددا إلى التداول الآلي المستمر.
وتابع الزهراني قائلا وخيبة الأمل ترتسم في نبرات حديثه: "لقد تجاوبت الشركة مع جميع ما طلبته هيئة السوق المالية منها بكل شفافية ووضوح، فلماذا لا يتم إعادة سهمها للتداول بشكل طبيعي كغيرها من الشركات الأخرى".
ويتسق حديث المساهم الزهراني وغيره من المساهمين مع عدم رضاهم عن قرار هيئة السوق المالية، مع ما ذكره الأمير مشعل بن عبد الله بن تركي آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة أنعام القابضة، سابقا والذي اعتبر بدوره، قرار هيئة السوق المالية بمثابة استثناء سلبي وعقاب غير مبرر لقاعدة عريضة من المساهمين بهدف جعل سعر السهم يهوي إلى الأسفل.
وانتقد الأمير مشعل في وقت سابق قرار هيئة السوق بإعادتها لتداول السهم لمدة يومين في الأسبوع، معتبرا أن هذا الأمر غير منطقي في التعامل مع الشركات المساهمة، داعيا الهيئة إلى إعادة سهم الشركة إلى التداول الطبيعي مثل باقي الشركات وجعل قوى العرض والطلب هي المحددة للسعر العادل للسهم.
وقال: "إن مجلس الإدارة يرفض هذه الطريقة تماما، كي يخلي مسؤوليته أمام المساهمين في هذا الأمر ولا يلام في المستقبل، ولا سيما أن الشركة حققت أرباحا جديدة خلال السنة الماضية مقارنة بالخسائر الفادحة التي شهدت في السابق"، وتابع قائلا: إن الشركة أصبحت حاليا تتوافر فيها كل مقومات النمو المستقبلي ولا يجوز أن تتعامل معها الهيئة بهذه الطريقة التي وصفها بـ "المدمرة".
وعلى الصعيد ذاته، اعتبر فهد البلادي ـ مهتم بمتابعة سوق الأسهم السعودية ـ أن القوائم المالية لشركة أنعام القابضة تحسنت بشكل كبير بعد التعديلات الأخيرة التي قام بها مجلس إدارة الشركة، وإن كانت قد جاءت مقابل تنازلات كلفت ملاك السهم الكثير.
وقال: "إن ما يرجوه المتداولون أن تعيد الهيئة حساباتها في قرار تحجيم تداول "أنعام" كون هذا القرار لا يصب في مصلحة ملاك السهم والشركة التي ارتبط اسمها بأرزاق عشرات الآلاف من المتداولين".
ويأمل البلادي أن يتم إعادة السهم للتداول بشكل طبيعي، خاصة بعدما أصبح وضعها الحالي أفضل بكثير من حال بعض شركات "الخشاش" المتداولة في السوق حاليا، "وكلنا ثقة بأن يكون ذلك محل اهتمام الهيئة".
يشار إلى أن إعادة "أنعام القابضة" إلى التداول مرت بسلسلة من الإجراءات، كان أهمها تقليص رأسمال الشركة بنسبة تزيد عن 90 في المائة، وبالتالي تخفيض حصة المساهمين إلى سهم واحد مقابل كل 11 سهما كانوا يمتلكونها سابقا، مما رفع قيمة السهم إلى 181.5 ريالا، وهو السعر المقرر افتتاح تداولات "أنعام" عليه، بدءا من الأربعاء 20 شباط (فبراير) الجاري.