القهوة في الموروث الشعبي

القهوة العربية تعتبر رمز من رموز الضيافة ولا يكاد يخلو بيت في هذا الوقت من القهوة فهي أول ما يقدم
الى الضيف فحين دخوله يسارعون اهل المضيف في تقديم القهوة فلقد أصحبت رمز الرجولة بالنسبة للمضيف
تدل على الكرم والشهامة والمرجلة وواجب الضيف وعز المعازيب ...

فقد أهتم الموروث الشعبي في القهوة وسادت قصائد وقصص شعبية تتداول في ليالي السمر عند اهل البادية
تطرق أليها الكثير من الشعراء القدامى وعلى رأسهم الشاعر الكبير دغيم الظلماوي والشاعر عبدالله ابن عون
والشاعر محمد بن عبدالله القاضي وغيرهم من الشعراء

فالقهوة لها مكانة كبيرة في الموروث الشعبي حتى ان المجالس يطلق عليها اسم قهوة نظرا لان القهوة
اول ما يقدم حين الدخول للمجلس ... تعددت أسماء الفناجيل التي تعارف أهل البادية عليها ومنها :
فنجان الهيف وهو أن يشرب المعزب أول فنجان من الدله امام الضيف لطمئنة الضيف بأن القهوه سليمه
فنجان الضيف وهو بمثابة العيش والملح
فنجان الكيف وهو خاص بالكيف والتذوق
فنجان السيف وهذا الفنجان يلزم الضيف بالدفاع عن هذه العشيره كما انه يعتبر عهد بالدفاع
المشترك بين المعزب والضيف واجمالا فنجان السيف يعني القوه والمنعه والشرف

هناك العديد القصائد في القهوة منها قصيدة الشاعر
عبدالله بن عون في قوله :







يا ريف قلبي للمسايير قـم شـب
عقب تشق الها لجـزل الحطـب
ثلاثٍٍٍٍ الهن راعي الكيف يطـرب
و الرابعة ملقامةٍ لونها أصهـب
و لا جبت كل شروطها اللي تطلب
و احمس لنا بريةٍ حبها أشهـب






قـصـة وأبـيـات ...

(1)
منول كانت القهوة لاتتواجد الا عند ناسً قليلين والسبب ان الأمور مهيب ميسرة والفقر يغلب
على الكثير ... في هاك الرجال اللي يتصف بخصال حميدة وله مكانه عاليه عند ربعه يقاله الشيخ
مهل بن عتيق بن غفيلان الرياحي البقمي وكان له مجلسً يجتمعون فيه أفراد قبيلته وضيوفهم
واذا منه شق النور قام الشيخ مهل وشب ناره عقب صلاة الفجر ويقرب نجره ودلاله وكان نجره
يسمى (منادي) لرنينه العالي اللي يسمعه حتى الجيران ... وكل ماسمعوا صوته اقبلوا لشرب
القهوة في مجلس الشيخ مهل .. وراحت الايام ومع تقلبات دواليب الدهر أجبرت الظروف المادية
الشيخ مهل على بيع نجره الشهير بين القبايل والملقب بـ (منادي) وكذلك الدلال وإشترى له نجراً
خشبياً ماله صوت ابد وإشترى برّداً أسود ثم رجع لربعه ويجي هاك اليوم ويقوم يصلي الفجر
ويوم صلى وخلص ويشب ضويه يبي يصلح له فنجال كعادته وقام يتلفت يمين ويسار ماأحدن
جاءه من ربعه وقال لولده حراز راح ناد الربع خلهم يجون يتقهوون ... والوكااد بعد ما أجتمعوا
في المجلس وشربوا القهوة سألهم الشيخ مهل عن سبب عدم مجيئهم كما جرت عليه عادتهم كل يوم
فقالوا: والله يابو حراز نحن لم نسمع صوت منادي مثل كل يوم فقلنا لابد أن الشيخ مشغول
فقال لهم لاوالله مايشغلني عن قهوتكم شيء ولكنني أجبرتني الظروف على بيع نجري منادي
والدلال وإشتريت هذا النجر الخشبي وهذا البرّد الأسود اللي تشوفونه قدامكم
لعل القريحه هاضت ببأبيات سمعها كل من حضر المجلس :








يالله ياللـي تجعـل النـور بـادي
تفرج همومٍ تدلـج فـي فـوادي
أنا أحمد اللي عاضني في منـادي
وشريت بـرّادٍ كسـاه السـوادي
ياحراز ماحنا الرخـوم الزهـادي
يازيـن فـوح دلالنـا بالقنـادي
ويازين سوقه للوجيـه البـوادي
زال الولد في شبته لـه هـدادي
ليا أدرج له الله رزق ماهوب غادي
لابـد ماتبنـى عليـه اللّـحـادي
يردم على قبـره نثيـلٍ جـدادي



.
.
.

(2)
من القصص الشعبية التي تدور حول موضوع القهوة العربية هذه القصة التي جرت على
رجلاً يقاله ابن حمام من الجندة وهالرجال الله يسلمكم راعي قهوة وراعي كيف وقهوة
دايمه وعامره .. جاء يوم من الايام وسيّر عليه واحدن يقاله محيميد رفيدزن لابن حمام
ولاحصله في البيت قال اكيد اني ابلقاه عند جيرانه يتقهوى .. الوكاد ان محيميد راح وطق
على جار ابن حمام يقاله جبر .. فتح الباب جبر يا هلا يا مرحبا يالله حيه اقلط اقلط ما قدامك احد
دخل محيمد بالمجالس وقال وين ابن حمام ما شفناه اليوم قال جبر الحين يجيك
والله ويوم اخذوا لهم شوي ويطق الباب ابن حمام قام جبر فتح الباب وقلطه ..
لعلهم من اول بالمجالس لابد يتطرقون الى الشعر وكل واحدن يجدع له كم بيت وكم سالفه
المهم قال محيميد قصيدة .. ومناسبه القصيدة ان مرتن من المرات جالس هو وابن حمام
في مجلس ابن حمام ولا سير عليهم احد .. ولا جاءهم احد يشاركهم في القهوة والسوالف
وقال محيميد ابياتاً بسبب هذا الموقف :







يا ابن حمام مزعفرك ما نذوقه
لابه خمال يا الجنيدي يعوقـه
لاصار ما الديون مالي اشنوقه
نفسي عشوقه كل قرم يشوقه





(3)
ومن ضمن القصص التي تتعلق بالقهوة وملازتها للاشعار والسوالف .. ان فيه هاك الواحد
يقاله مبارك ابو وحميد هالرجال الله يسلمكم راعي نخيل وراعي أبل واذا منه جاء وقت القيض
راح لنخله هو وربعه واقاربه وجماعته ووقت الربيع يظهر للبر بحلاله ولعلهم يجتمعون بالمجالس
على القهوة والسوالف ويتبادلون الاشعاروالقصص واي شي طيب تمسكون به والردي يتجنبونه
ووالله يجي هاك اليوم ويشّب ناره ابو وحميد ويضبط القهوة ويجلس يتحرى ربعه ..
والله طول الرجال بالجلوس ما حوله احد ولا سير عليه احد ... كل الناس مشغولين بحلالهم
ومشاغلهم في هالدنيا .. الوكاااااد قال مبارك ابو وحميد هالابيات يشير فيها الى ان ميزة
القهوة اجتماع الرجال عليها وعلشان يقص كلن منهم اخباره واليكم ابيات من القصيده :







يا دلتّي ياللي من البـن والهيـل
وافرح إالى جوني فحول الرجاجيل
والزعفران اخضاب هيل بلا كيـل
يا دلتّي وين الرجـال والحلاحيـل
ويا ما جلسنا بين حمر الغراميـل
احمس وادق النجر بالصبح والليل




ماذا قالوا عن القهوة ...

(1)
دغيم الظلماوي :








يا كليب شب النار يا كليب شبـة
وعلي أنا يا كليب هيلـة وحبـة
وادغث لها يا كليب من جزل حبة
بـاغ ليـا شبيتهـا ثـم قـبـة
بنسرية يا كليب صلـف مهبـة
سراة بليـل وناطحيـن مهبـة
خطو الولد لوله زبـون وجبـة
لاباطن الهلبـاج خطـو الجلبـة
اطمر لهم وابدي سلام ومحبـة




(2)
الشاعر محمد بن احمد بن محمد السديري :








يا بجاد شب النار وادن الدلالي
ودقه بنجر يا ظريف العيالـي
وزله الى منه رقد كل سالـي
وصبه ومده يا كريم السبالي
فنجال يغدي ما تصور ببالـي




(3)
الشاعر سعد بن حمد بن ضويان :







ياحسين لاكني على الجمر مجضوع
قم سو فنجالٍ ترى الراس مصدوع
فنجال فيه مخموس الكيف مجموع
ونجر دلاله ماو بالصوت مفجـوع
وانجاك بالمجلس سنافي وبالـوع




(4)
الشاعر راكان بن حثلين :







ياما حلا الفنجال مع سيحة البال
هذا ولد عم وهذا ولـد خـال