موقف طريف من أحد الأئمة !!!

من أرض منتدى بني عزيز الرسمي أبعث لكم عبيق الورد برائحة الود لكم أحبتي

دمتم على ما يحب ربكم و جعل لكم في الجنة منزلا

أسعد الله أوقاتكم بذكره وشكره وحسن عبادته و الإشتغال بما ينفعكم ويرفع درجاتكم

ثمت موقف طريف قرأته فأحببت أن أنقله لكم بأسلوبي بعيدا عن القص واللصق


يروى أن في أحد العصور الماضيات كان هناك إمام يصلي بالناس

ولا أخفيكم كان يطيل القراءة لمَ يجد من لذة الصلاة وكذلك المأمومين لمَ يجدون من جمال صوته وعذوبته

لاشك أن هناك من الأئمة قد يطيل في الصلاة مع حسن الصوت وجمال الأداء فتتمنى أنه لم يركع ولعل صاحبنا كان كذلك

وبما أنه قد عرف في المدينة أصبح يصلي عنده كبار التجار وبعض الشخصيات الهامة

لمَ يجدون من خشوع في الصلاة معه إذ أنه يقف عند ما يصلح للوقوف ويلفت انتباه المصلين عند بعض الآيات كما أنه كان موفقا في اختيار الآيات التي يقرؤها في الصلاة

بدأ الإزدحام عنده يزداد يوماً بعد يوم و بدأ المسجد يضيق بمن فيه حتى فكّر أحد محبيه أن يبني له جامعًا حتى يكفي الكثير من المصلين

رفع هذه الفكرة إلى أحد كبار الشخصيات في بلاده التي تنعم بحب الخير للغير وقد رفع الله من بينهم الحقد والحسد فلا يوجد أحد يفكّر بذاته وكيف يهدم فلانا حتى يظهر بنيانه

فذهب إلى أقرب من يكون إلى الخليفة وهكذا دوما الأذكياء يعرفون من أين تؤكل الكتف ؟!!

ففاتحه بالموضوع وجاءه من باب أنك قد عرفت بحب الخير ومساعدة الناس و أن هذا الأمر سيرفع من شأنه في الدنيا قبل الآخرة

فاعتذر منه حتى يصلي عنده ويسمع جمال صوته ويرى بعينيه الازدحام الذي يقول ولا يستطسع الذهاب عنده إلا في صلاة الفجر ...

وهذا ما حدث أيها الأحبة ...

أتى في صلاة الفجر وكاد أن يطير قلبه لما يرى من الناس الذين حرصوا عليه حتى في هذه الصلاة !!!

فأخذ يفكر يا ترى ماهو هذا الصوت الذي قد سحر بعقول الناس وهو يقلب عينيه بهذا المسجد الذي بدأ الزحام يعلن قدومه !!!

حتى فتح الباب الذي من جهة الإمام فإذا هو شاب قد بان عليه سمت القرآن و نور قد علا محياه لعله كان من المدلجين الذين يحافظون على قيام الليل ...

قطع هذا الهدوء إقامة الصلاة فأخذ يسوي الصفوف بصوت قد امتلأ ثقة وحزم :

استووا.. اعتدلوا .. لا تجعلوا للشيطان فرج ... ألينوا بأيدي إخوانكم ...

ثم كبر ثم سكت قليلا فانطلق بصوت من أجمل الأصوات التي مرت على الذاكرة بسورة هي أعظم سور القرآن الكريم ...

ومن ثم بدأ بسورة السجدة في الركعة الأولى والإنسان بالركعة الثانية لأنه قد اتفق مجيء صاحبنا مع يوم الجمعة ...

لم يطق صبرا حتى يكلم الخليفة بأن يبني لإمام المسجد جامعا يليق بصوته الرائع والساحر ..

بعد أداء صلاة الجمعة أتى إلى الخليفة بعد أن أدى له تحية ملؤها الإحترام و التقدير وحب له بما ينفعه ...

ومن ثم قرر أن يطرح الفكرة عليه لكن من أي الأبواب يدخل !!

فوجد مدخلا جميلا قد يكون محببا للخليفة !

قال له يا أمير المؤمنين إن الجامع الذي تصلون به بعيد عنكم وركوبك للعربة قد يتعبك نوعا ما

ألا ترى لو بنيت لك جامع قريب من قصرك الشامخ حتى يصلي به ضيوفك ويكون لك عند الله ذخرا يوم القيامة وتجعله باسمك ليبقى عبر الزمان اسمك يردد ..

والخليفة يستمع وكأنه استحسن الفكرة لكنه تعذر بصعوبة اختيار الإمام وقد يكون متعبا و ..

فقال له : دع هذا علي يا أمير المؤمنين

فقال: لك ما أردت

بعد أن تم من بناء الجامع وقد وضع الإمام التي كانت العين عليه والذي أفرح الناس كثيرا و أحزن آخرين لبعده عنهم ...

فقرر الخليفة أن يصلي في المسجد ..

فلما صلى معه المغرب وقد أطال في القراءة بصوت عذب جميل لا أستطيع وصفه

انزعج الخليفة وتضجر من طول الصلاة مع عدم الإلتفات إلى روحها ولبها

فلما انتهى من أداء صلاة المغرب وبخه وأمره أن لا يطيل مرة أخرى في الصلاة نظرا لكثرة اشغال الخليفة ..

فرضخ الإمام للأمر الواقع ولم يجد من طاعة الخليفة بد ..

فلما جاءت صلاة العشاء و جاء الخليفة ليرى هل سيعيد الكرة ؟!!

لكن صاحبنا كان أذكى من ذلك و أدهى فبعد أن سوى الصفوف وكبر للصلاة وقرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى : { و قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا } ثم ركع فأخذت الوساوس بالخليفة كل مأخذ ...

فلما جاءت الركعة الثانية أكمل وقرأ قوله عز وجل { ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا }

و أتم الصلاة فلما قضيت الصلاة قال الخليفة صل كيف ما بدا لك !!!

والسلام مسك الختام و أعتذر عن الإطالة

مما رق لي