فن لا قبله ولا بعده .. هذا الهلالي ما أحد قده

تصدر الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال دوري المحترفين السعودي بفارق 5 أهداف عن فريق الاتحاد بعد أن تساوى معه في رصيد النقاط بـ 40 نقطة، فالهلال له (29) هدفاً والاتحاد له ( 24) هدفاً وذلك بعد فوزه الثمين على النصر مساء أمس الجمعة في ملعب الملك فهد الدولي بالرياض بهدفين مقابل لا شيء في المباراة الدورية (المقدمة) من الجولة 19، وتنتظر صدارة الهلال نتيجة مباراة ديربي جدة اليوم بين الاتحاد والأهلي .. هدفا الفوز الهلاليان في شباك النصر حملا توقيع المهاجم ياسر القحطاني في الدقيقة 71 قبل أن يعزز الروماني ميريل رادوي في أول ظهور رسمي له مع الهلال فوز فريقه بهدف ثان بعد هدف ياسر الكاسر بتسع دقائق فقط في الدقيقة 79.
ورغم أن المهاجم الدولي ياسر القحطاني كان محاطاً برقابة نصراوية لصيقة من أكثر من لاعب ولم تصله كرات خطرة في الشوط الأول بسبب التحفظ الدفاعي الذي لعب به مدرب الهلال كوزمين .. ولم يحالف الحظ ياسر الكاسر في الاستفادة من أكثر من كرة أتيحت له داخل الصندوق من أبرزها فرصة الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول من تجهيزة رأسية من الكوري سول .. وفرصة الدقيقة 60 إلا أنه أكد أن المهاجم الخطر (يتثاءب ولكنه لا ينام) فنجح الكاسر في كسر رتم المباراة وجمودها السلبي وحرك المدرجات وحفز الهلال للفوز بتسجيله لهدف فريقه الأول في الدقيقة 71 استلمها على صدره بثقة الكبار وسددها يسارية ماكرة أخذت طريقها على يسار الحارس النصراوي خالد راضي ولم يشفع لدفاع النصر رقابة المدافع قليل الخبرة ماجد الهزازي.
وجاء الهدف الهلالي الثاني في العشرين دقيقة الأخيرة من قدم اللاعب الروماني رادوي الذي أظهر مهارته العالمية في اقتناص كرة تهيأت له داخل المنطقة وعلى مقربة من مرمى النصر من كرة كورية من قدم سول يتحمل مسؤوليتها مدافع النصر الأيمن أحمد البحري وكانت صعبة على الحارس النصراوي قليل الخبرة (راضي) الذي لم يكن راضياً عن دفاعه في الشوط الثاني.
الفوز الهلالي الذي تحقق بهدفين كانا قابلين للزيادة في العشرين دقيقة الأخيرة لم يكن سوى ترجمة واقعية ومنطقية لاستشعار المدرب الهلالي كوزمين ولاعبيه بأهمية نقاط المباراة بعد تعادلهم السلبي الأسبوع الماضي أمام الوطني خاصة وأنه يخوض سباق الصدارة مع الاتحاد .. فجاء الاستنفار الهجومي الهلالي منذ بداية الشوط الثاني بتقدم الأوراق الهجومية الزرقاء، الزوري (الجهة اليسرى) خلف الفريدي اللذين شكلا جبهة هجومية هلالية في الجهة اليسرى
.. فيما شكل الروماني رادوي والكوري سول جبهة هجومية في الجهة اليمنى حررت ياسر القحطاني من الرقابة داخل المنطقة وضغطت كثيراً على مدافعي الأطراف والعمق في النصر وأجبرت لاعبي وسط النصراوي إلتون والواكد والموينع على عدم التقدم وفقد المهاجم ريان بلال فعاليته أمام الضغط الهلالي ولم يشفع لمدرب النصر البرازيلي إدجار إشراكه للمهاجم علاء كويكبي بدلاً من المحور الواكد في الدقيقة 62 بل كانت بداية الانهيار الدفاعي النصراوي والفريق النصراوي بصفة عامة والذي وضح عليه الإرهاق الذي بذله في الشوط الأول عندما نجح كوزمين في استنفاد الجهد اللياقي للاعبي النصر في الشوط الأول.
وكاد الهلاليون أن يدفعوا ثمن تحفظهم الدفاعي المبالغ فيه في الحصة الأولى مبكراً عندما رفض الهجوم النصراوي هدية ذهبية من غلطة الحارس المخضرم محمد الدعيع بعد مرور دقيقتين فقط على انطلاقة المباراة داخل خط الستة كانت كفيلة بأن تضع الهلال تحت الضغط النفسي.
الشوط الأول كان فقيراً في الأداء من الفريقين ولم يكن يوحي بفوز أحد الفريقين فالسلبية في النتيجة التي انتهى إليها الشوط الأول كانت انعكاساً لسلبية الأداء الهجومي فسيطر النصر على الملعب من حيث الاستحواذ ولكن بدون خطورة فالهلال دافع بأكبر عدد وبرزت موهبة الروماني رادوي في أكثر من مركز ونجح في إقفال منطقة الخطر مع الغنام ونامي والزوري وأسامة هوساوي وحسن خيرات ولم يختبر الدفاع الهلالي بالشكل المطلوب رغم أنه افتقد لمدافعه الكبير ماجد المرشدي الحائز مؤخراً على لقب أفضل لاعب في دورة الخليج.
وفي الشوط الثاني حرص مدرب الهلال كوزمين على الاحتفاظ بنفس تشكيلته من أجل الانسجام وتحقق له ما أراد ولم يجر تغييراته إلا في الخمس دقائق الأخيرة بعد أن وضع نقاط المباراة في جيبه فأخرج كلاً من الكوري سول والفريدي وياسر القحطاني ودفع بكل من العنبر والشلهوب وسلمان الفرج وهي تغييرات (جبر خواطر) أكثر من كونها تكتيكية.
وشهدت الدقائق الأولى من بداية الشوط الثاني تكشير الهلاليين عن أنيابهم مبكراً فكاد المدافع أسامة المولد أن يهز شباك النصر في الدقيقة 47 من رأسية جهزها له السويدي ويلمسون .. وقدم الروماني رادوي نفسه بشكل ممتاز عندما كاد أن يسجل هدفاً من تسديدته الرائعة في الدقيقة 58 اهتزت لها المدرجات وتجاوزت العارضة بشيء بسيط.
وواصل الهلال السيطرة الميدانية وحاصر النصر في نصف ملعبه حتى خرج ياسر من (القوقعة) وقال أنا هنا في الملعب بعد أن كان خارج الخدمة طوال 70 دقيقة وسجل الهدف الأهم في مرمى النصر وفك (طلاسم المباراة) في الدقيقة 71 بهدف لا يسجله إلا ياسر .. وهو الهدف الذي فتح شهية الروماني والكوري فسجل الأول من تجهيزة الثاني فكان الهدف الهلالي الثاني (صناعة كورية وتنفيذ روماني).. وظهرت خطورة ويلمسون ولم تشفع خبرة المدافع النصراوي مشعل المطيري في وقف زحف السويدي الأشقر في الوقت الذي غاب فيه البرازيلي إلتون الذي لم يجد من يعاونه في الوسط النصراوي فضاع على طريقة (الكثرة تغلب الشجاعة).
الجميل في المباراة أن الفريق الهلالي عوّض جماهيره في الشوط الثاني، والنصر لعب الشوط الأول ولم يستغل التراجع الهلالي .. والأجمل أن المباراة شهدت روحاً رياضية عالية من الفريقين، لاعبين وجماهير وأعضاء شرف وإدارة وذلك من خلال نجاح طاقم التحكيم البلجيكي بقيادة برنس بول الذي تعامل مع كل المواقف التحكيمية بخبرة وطبق روح القانون في بعض الحالات ونجح في إخراج مباراة نظيفة ولم يكن طرفاً في أي إشكالية ولم يعطل الكرة بكثرة الصافرة ولم يضطر إلا لإخراج بطاقة صفراء واحدة كانت من نصيب مدافع النصر الأيمن ماجد الهزازي بسبب مخاشنة مع الفريدي.
ولعل أطرف معلومة في المباراة وتؤكد على سيطرة الهلال الكاملة على مجريات الشوط الثاني أن الحارس الهلالي المخضرم محمد الدعيع بقي ضيف شرف ولم يلمس الكرة في الشوط الثاني طوال 45 دقيقة هي عمر الحصة الثانية.