لماذا إلا مطير

لماذا إلا مطير

عودة على ما يسمى بكتب النسب وما يحمله البعض منها من إساءة وخلط وتشويه في أنساب قبائل الجزيرة عموماً واعتمادهم على أخبار العامة والمغرضة وما تشابه من الأسماء وجعل أغلب قبائل الجزيرة أحلافاً مع بعضها وساعد على ظهور هذه الكتب وانتشارها وإيهام الناس بأن كل ما كتب فيها صحيحاً , كونها كتبت في أحلك الظروف وأقساها على أهل الجزيرة في العصور التي اجتاح المغول فيها الدولة الإسلامية وإتلافه لكتب تاريخها وحضارتها ومن ثم بدأ يسود الناس فيها عدة عناصر منها على سبيل المثال :
1- الجهل الديني والتعصب القبلي.
2- الوجل وعدم الاستقرار.
3- العوز وعدم القدرة على توفير سبل المعيشة.
4- التقلبات السياسية والمناخية والزمانية.
5- التحولات المكانية بحثاًعن الاستقرار .
6- الركون إلى موارد المياه ومصادر المعيشة والمواطن الآمنة.

ومع هذا كله قد نلتمس لأصحاب هذه المؤلفات عذراً كون بعضهم ليس من العرب والبعض الآخر ليسوا من أبناء قبائل الجزيرة وجل أهدافهم التي بنيت عليها هذه الكتب لجلب المادة أو كسب الشهرة .

وإنما يقع اللوم على بعض مثقفين وكتـّاب تلك القبائل الذين دس لهم السم في العسل وساروا وراء ما وجدوه كاللاطرش في الزفة وبدأ الصراع بينهما الكل متعصب لرأيه ويبرر لنفسه ولمن نقل عنهم حتى وإن كان على حساب قبيلته بينما من مصلحة الجميع لم الشمل وجمع الكلمة والتسديد والمقاربة كما أمرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواقف حيث قال: ( سددوا وقاربوا )

وبعد ما توسعت معرفة الناس وإطلاعها والبحث عن حقائق هذه الكتب وما ورد فيها لم يجدوا له أساس واتضح بعد البحث و التثبت والمقارنة وعرض الوقائع عبر الأزمنة على ارض الواقع أن ما يسمى بالأحلاف هو أتفاق و توافق داخلي بين فروع القبيلة قليلة العدد لتقوية ذاتها أمام فروع القبيلة كثيرة الأعداد وقوية الأعتاد لتكون نداً لها في تحمل الغرم ودفع الجرم

وهذا الأمر سائد في جميع القبائل :
ومثاله عندنا في بني عبد الله الجذم الأكبر في قبيلة مطير
1- اتفاق العوارض مع جذم بني عبد الله أمام أجذام مطير الأخرى.
2- اتفاق عباد أبو قرنين مع بعض من فروع بني عبد الله أمام فروعها الأخرى .
3- اتفاق العذيبي مع بعض من فروع القمشان أمام فروع القمشان الأخرى.
4- اتفاق المندهه مع ثلاثة فروع من فروع بني عزيز أمام فروع بني عزيز الأخرى .

ويفهم العامة وأصحاب هذه الكتب والذين نقلوا عنهم أن هذه الأتفاقات أحلافاَ قادمة من الخارج ويستدلون بالعبارة التي تقول أولاد عباد حليف ومزاد ويسردون قصص وأشعار من صنعهم ويتحدثون بجراءة تامة ويقولون بأن بنو عبدالله فيها عشرة بدائد من الأحلاف وإن أحلاف العوارض من بريه يفوق بنو عبدالله أحلافاً يالله العجب إذا كان هذا القول صحيحاً من بقي من بني عبد الله ومن بقي من بريه ويرددون عبارة أولاد عباد حليف ومزاد وهذا لا يصلح دليلاً قطعياً وإنما هذا الذي جعلنا مدعاةً للوهم وطعاماً صائغاً للذئاب المسعورة تعبث في أنسابنا وتنهش في لحومنا كيفما تشاء لاخوف ولا حياء وأكثر أبناء قبيلتنا يطبل ومعجب بما يسمع وما يرى.

أما الذي يظهر من نتائج البحث والإطلاع والتأمل في عبارة أولاد عباد حليف ومزاد وما تلاها من الأبيات تثبت علاقة هذه الفروع ببعضها ونفي ما سمي بالحلف نفياً قاطعاً لا يحتاج إلى تأويل وما يتضح من الأبيات التالية:

حنا ليا سألتنا عن جدودنا ******* أنا حليف وأخوي مــزاد
أولاد وائل والقنيني أخونا ******* وكل العريفي لدمي سداد

وهذا يفهم منه أن أولاد عباد اثنين واحد اسمه حليف والآخر اسمه مزاد حيث يتحدث الشاعر حليف عن نفسه وعن أخوته وهم كالأتي حليف و أخوه مزاد من الأب عباد والمعروف إن الحليف لا يكون أخاً وفي شطر البيت الثاني الشطر الأول يعترف بأخوة أولاد وائل والقنيني والمعروف أن القنيني هو الجد الأول لبني عون علماً أن بنو عون يلتقون مع بنو عزيز في علا
وفي الشطر الثاني من البيت الثاني يعترف بأن العريفي الفرع الأكبر في بنو عزيز سداد في الدم والمعروف عرفاً وشرعاً لا يسد في الدم إلا أخو أو خامس

أما موضوع الحلف والتحالف لا غبار عليه فهو دستور فارض نفسه على الدول والشعوب والقبائل له شروطه وهويته فلا تدخل قبيلة أو فرع أو رجل في قبيلة أخرى حتى تكتمل الشروط وهي كالآتي:

1- إعلان الموضوع لجميع أفراد القبيلة مع توضيح الغرض.
2- موافقة شيوخ القبيلة وكبار السن وأصحاب الرأي.
3- توثيق هذا الحلف بشهود وحدود وكتب و رتب و ترفق هذه الوثيقة بما يخص القبيلة من وثائق ومخطوطات.

وهنا يبقى السؤال قائماً ؟

لماذا كل القبائل المحيطة بقبيلة مطير مثل شمر وعنزه وبني رشيد وحرب وعتيبة وقحطان وبني تميم وغيرها من القبائل , وجدت مع بداية الصحوة العلمية من يردون على أصحاب الكتب المشوهة والمتشدقون من الكتاب والقراء حتى أخرسوا ألسنتهم وأدرجوا قبائلهم تحت لواء لا للخلط والتشويه ونسبوهم إلى جد واحد حسب ما يرونه صحيحاً و هؤلاء لهم مني جزيل الشكر والعرفان .

لماذا إلا قبيلة مطير بعض أبنائها وخصوصاً من امتهن مهنة الكتابة والتأليف يخضعون أنفسهم للقبول بالنعت والخلط والتشويه ويرون أنهم يلبسون ثوب المصداقية هل المصداقية في قبولهم بما يقول عنهم الآخرين وفهمهم عن الاتفاقيات في داخل القبيلة بأنها أحلاف قادمة من الخارج أو بفهمهم بأن القبيلة التي أزاحت بقوتها وجبروتها أغلب القبائل من وسط نجد وحلت في مراعيها وكان لها عبر التاريخ صولات وجولات ومواقف مع حكام الدول المجاورة ويرجعون نسبها في أسرة أو في عدد من الأفراد والأسماء المبعثرة بين قبائل الجنوب ألم يكون في أبناء عبد الله بن غطفان أو عبد الله بن كلاب وجود لمثل الأسماء اللامعة في هذه القبيلة أرجوا أن تكون هذه العبارات حافزاً للبحث عن الحقيقة .

المعتني بتاريخ وتراث مطير بالحجاز
مزلب مسلم العزيزي المطيري