إصلاح الهيئه

02-19-2009, 06:13 PM

تشجعني الملامح السمحة للرئيس الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمناشدته بالشروع في خطوات إصلاحية في هذا الجهاز الحكومي الذي يعاني في السنوات الأخيرة من حالة تشويش داخلية جعلته في بعض الأحيان عاجزا عن تحديد مهماته ووقف الاجتهادات الفردية الخاطئة لبعض أعضائه.
ولا شك أن أول التحديات الإصلاحية التي تواجه رئيس الهيئة الجديد هي بناء علاقة صحية وطبيعية مع كافة فئات المجتمع ووسائل الإعلام بعيدا عن تلك الحالة المتوترة والمتشنجة التي تطفو على السطح بين وقت وآخر، وذلك من خلال وضع لوائح واضحة تحدد علاقة أعضاء الهيئة بأفراد المجتمع وتضمن عدم التعدي على الحريات الشخصية دون مبرر قانوني، ومن المهم أن يتم وضع حد للعلاقة (الفوقية) بين رجل الهيئة والمواطن لأن رجل الهيئة هو موظف في الدولة ويتقاضى راتبه الشهري لقاء خدمة هذا المواطن لذلك يجب أن يتم التعامل معه بشكل متكافئ وفي حدود القانون.
وبما أن الهيئة جهاز حكومي فإن تعاونها مع هيئة حقوق الإنسان ووسائل الإعلام يعد أمرا ضروريا لضمان تطورها لأن محاولة منح الهيئة ومنسوبيها حصانة افتراضية هو سلوك يؤدي إلى ارتكاب بعض أفرادها لأخطاء فادحة كما أنه يضر بعلاقتها مع المجتمع الذي تنتمي إليه، ولا يخفى على أحد أن النقد والمتابعة الإعلامية تساهم في تطوير أداء أي جهاز وتساعد المسؤول على تقويم أداء موظفيه، كما أن الاهتمام بشكاوى المواطنين ومحاسبة الأعضاء المخطئين سوف تمنح الهيئة مصداقية كبيرة وتقضي على حالة الشك بأن أعضاء الهيئة خارج دائرة المحاسبة القانونية والإدارية.
وإذا كان المثل يقول: اللهم أحمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم، فإن أكبر عائق يواجه الهيئة هو بعض الأشخاص الذين يطرحون أنفسهم كأصدقاء للهيئة وأنصار لها، فهؤلاء بقصد أو دون قصد لا يريدون من الهيئة أن تكون جهازا يخدم جميع أبناء الوطن بل هم يسعون لأن تكون جهازا محسوبا على فئة دون أخرى، وهذا توجه خطير نتمنى أن لا تلتفت له الهيئة لأن تعاطفها مع هذه الأطروحات قد يقودها إلى الدخول في حالة فكرية قلقة وقابلة للاستفزاز .
لقد تعود بعض أنصار الهيئة رفع شعار يقول: (ستبقى الهيئة شوكة في عيون الحاقدين) ونحن لا نريد أن تكون الهيئة شوكة في عين أي مواطن أو مقيم كما نتمنى ألا تفترض مسبقا وجود حاقدين عليها، كل ما نريد من الهيئة هو أن تقوم بعملها بهدوء وأن تقبل النقد حين تخطئ وأن تضع كرامة المواطن والمقيم في الاعتبار .
للكاتب خلف صحيفة عكاظ