الحج الى مكه فى كتابات الرحاله المسيحين - منتدى بني عزيز الرسمي من مطير
أنت غير مسجل في منتدى بني عزيز الرسمي من مطير . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
موقف الشيخ هدايه بن عطيه شيخ شمل قبايل الشطر مع العتيبي والجشوش (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    قصيدة العقيد الشاعر عيد بن هادي الشاطري في العقيد عايض القصيّر (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    العقيد الفارس / عايض القصيّر من بني عبدالله من مطير (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    غايب عن الشعر لي مده و (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    ياسامعين الشعر (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    سلام (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    الفارس المشهور / عايض القصيّر من بني عبدالله من قبيلة مطير (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    افراح ال ماشع بمناسبة رواج ابناء محمد بن ماشع بن صعير العزيزي الشاب سلطان والشاب نواف (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    دول و مدن زرتها ( تقرير شامل) (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->    مساحة لنشر تغريدات عضوية المنتدى في تويتر (الكاتـب : - آخر رد : - )    <->   

الإهداءات


العودة   منتدى بني عزيز الرسمي من مطير > الأقسام التاريخية > التاريخية العامة
التسجيل المنتديات موضوع جديد تعليمات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم 05-02-2008, 08:45 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الطائر الأخضر

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 343
المشاركات: 4,184 [+]
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
الطائر الأخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي الحج الى مكه فى كتابات الرحاله المسيحين

من الطبيعي أن يكتب لنا بعض الحجاج والرحالة المسلمين عن ذكرياتهم إبان أداء فريضة الحج في مكة المكرمة. ولدينا تراث كبير من أعمالهم ومشاهداتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ولعله من الطريف أن نتابع أخبار الرحالة الغربيين المسيحيين الذين زاروا مكة في موسم الحج.. كيف تباينت مشاعرهم، كيف تحدثوا عن الحجاج وعن الكعبة والمسجد الحرام، مع ملاحظة أن هؤلاء الرحالة منهم من كان في حقيقة الأمر جاسوسا لقوى استعمارية غربية، ومنهم من تظاهر باعتناقه الإسلام حتى سنحت له الفرصة للارتداد عنه، ومنهم من صح إسلامه.

إنه لمن المفيد أن نستعرض معا رؤية هؤلاء المسيحيين الغربيين لشعيرة الحج وللكعبة المشرفة، والدور الديني لمكة المكرمة في أفئدة المسلمين جميعا.

لودوفيكو دي فارتيما (الحاج يونس المصري) 908 هـ = 1503 م

رحالة من أصل إيطالي، عمل في خدمة البرتغال منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي في وقت اشتد فيه الصراع مع دولة المماليك في مصر والشام. فبعد نجاح الأسبان في إسقاط غرناطة 1492م، ونجاح البرتغاليين في اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح 1498م، بدأت أوربا المسيحية مخططها لإسقاط دولة المماليك.

وهكذا أرسلت البرتغال دي فارتيما ليعمل كجاسوس لها في الأوساط الإسلامية في مصر والشام والحجاز واليمن والخليج العربي وبلاد فارس وحتى إندونسيا والهند، متخفيا تحت اسم الحاج يونس المصري في الحجاز وبلاد فارس وتحت اسم الحاج يونس الفارسي في بلاد الهند، وكانت مهمته جمع المعلومات عن الأحوال الداخلية في البلاد الإسلامية، ودراسة النظم الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات الإسلامية في مصر والشام والحجاز والخليج وبلاد فارس من أجل تسهيل انقضاض حركة الاستعمار الأوربي على تلك البلاد في مستهل القرن السادس عشر الميلادي.

رحلة الحج في مكة المكرمة
استطاع دي فارتيما رشوة القائد المملوكي لقافلة الحج المتجهة من دمشق إلى بلاد الحجاز، ومنحه القائد حصانا كما سمح له بأن يرتدي لباس المماليك المرافقين لرحلة الحج الشامية التي اتخذت طريقها جنوبا لتعبر الصحراء حتى تصل أولا إلى المدينة المنورة حيث وصف دي فارتيما مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبره قبل أن يغادرها مع قافلته متجها إلى مكة المكرمة.

واتساقا مع المهمة الأولى التي جاء من أجلها رصد دي فارتيما أولا حالة النزاع السياسي العسكري الذي نشب بين أشراف مدينة مكة وفي وصفه لموقع مدينة مكة ذكر أن غضب الرب حل عليها لأن المنطقة المحيطة بها لا تنبت عشبا ولا شجرا !! حيث يعاني أهلها من النقص الشديد في المياه، وأن السلع والبضائع تصل إلى مكة من اليمن وإثيوبيا وكذلك الهند والبنغال، ورصد حركة تجارية كبرى في مكة المكرمة.

وبدأ دي فارتيما يلحظ أعداد وجنسيات المسلمين الذين وصلوا للحج من الشام ومصر وكذلك من إثيوبيا وبلاد فارس، وأبدى عجبه من كثرة أعداد الحجاج لدرجة أنه قال: "الحق أقول لكم إنني لم أر أبدا تجمعا هائلا احتشد في مكان واحد كما رأيت في مكة"،

وعندما دخل دي فارتيما إلى المسجد الحرام لفت نظره أولا رائحة المسك والروائح العطرية في أرجاء المسجد "من الصعب أن أصف لكم روعة الروائح التي شممتها في ذلك المسجد".

وذكر أن للمسجد الحرام تسعين بابا، كما وصف الكعبة المشرفة، وذكر أن كسوتها من الحرير الخالص، وأن بابها من الفضة الخالصة، كما ذكر طواف الحجاج بالكعبة ولعله طواف القدوم، وإن كان لم يشر إلى ذلك صراحة.

ونظرا لكون دي فارتيما جاسوسا برتغاليا فلم يكن يستلفت نظره إتمام مناسك الحج فتحدث عن ذلك بشيء من التخبط والبلبلة، غير أنه ذكر أن المسلمين يعتبرون الكعبة التي يطوفون حولها أول بيت وضع للناس بواسطة النبي إبراهيم، ثم تحول إلى وصف بئر زمزم قائلا: إن الحجاج يتوجهون إليها بعد الانتهاء من الطواف وهم يقولون "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اغفر لنا"، وعندها يقوم عمال البئر بصب ثلاثة جرادل على كل حاج بحيث تغطيه الماء من رأسه إلى قدميه حتى يتخلص من خطاياه وذنوبه التي تبقى في هذا الموقع بعد استحمامه.

واختصر دي فارتيما أهم أركان الحج إلى بيت الله الحرام والصعود إلى عرفات فذكر أن الحجاج يتجهون إلى عرفات قبل أن يقوموا بتقديم الأضاحي.

كما تحدث دي فارتيما بعد أن أخطأ في ترتيب أيام الحج عن وقفة عرفات وعن الخطبة التي استمرت زهاء الساعة استطاع فيه الخطيب حث الحجاج على البكاء والاستغفار لخطاياهم.

كما أخطأ دي فارتيما حين ذكر أن خطيب وقفة عرفات ذكر أن إسحق اختاره الله سبحانه وتعالى للذبح فداء لشعب الله وهو هنا يخلط بين خلفيته المسيحية التي ترى أن الذبيح في قصة الفداء هو إسحق ولا بد أن خطيب عرفات قد ذكر أن الذبيح هو إسماعيل حسب الفكر الإسلامي.

وأفاض دي فارتيما في الحديث عن يوم النحر وذكر أن كل حاج رجلا كان أم امرأة كان ينحر رأسين أو ثلاثة من الأغنام أو أكثر؛ ولهذا فهو يعتقد أن الحجاج في هذا العام 908 هـ و 1503 م نحروا ما يقرب من ثلاثين ألف رأس، كما ذكر أن عشرات الآلاف من الفقراء استفادوا من هذه اللحوم.

ولحظ دي فارتيما كثرة الحمام الموجود بسلام في مكة المكرمة لدرجة أنه قدر أعداده ما بين 15 - 20 ألفا، فذكر أنه يطير في كافة أرجاء مكة بأمان تام ولا يجرؤ أحد على إيذائه على الرغم من أن الحمام يحدث بعض التلف بالمسجد الحرام.

ولاحظ دي فارتيما شيئا لم يتحدث عنه باقي الرحالة الأجانب في حرم المسجد الحرام في مكة المكرمة وهو وجود زوج من حيوان وحيد القرن داخل مكان مسور بعد أن تلقاهما شريف مكة هدية من قبل ملك إثيوبيا.

واشتبه به أحد التجار المسلمين الذين يعرفون الإيطالية فاعترف له دي فارتيما بأصوله الإيطالية وإن كذب عليه وادعى أنه قد أسر وأصبح مملوكا لأحد الأمراء في مصر، وتوسل إلى التاجر المكي أن يخبئه في بيته حتى رحيل قافلته إلى الشام وهو ما حدث.

وقبل أن يغادر دي فارتيما مكة المكرمة مارس أيضا دوره الرئيسي وهو التجسس على أحوال مكة الاقتصادية تحت حكم المماليك وذلك عبر طرح بعض الأسئلة المدروسة على ذلك التاجر، فسأله عن الجواهر والبهارات التي تشتهر بها أسواق مكة، وكذلك أين مختلف أنواع السلع والبضائع التي كانت تمتلئ بها أسواق مكة. وكان دي فارتيما يدرك أن الحصار البرتغالي على سواحل الخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر هو السبب في ذلك ولكنه استدرج التاجر المكي الذي أخبره بان حصار ملك البرتغال هو السبب في عدم وصول السلع والبضائع بوفرة إلى أسواق مكة.

ولنترك كلمات الجاسوس دي فارتيما تعبر عن ذلك الموقف بشكل فائق: "عندما أخبرني أن ملك البرتغال هو السبب في ذلك تظاهرت بالحزن العميق وأرسلت فيضا من السباب على ذلك الملك البرتغالي مخافة أن يكتشف التاجر المسلم سعادتي لنجاح المسيحيين في استغلال طريق رأس الرجاء الصالح".

جوزيف بيتس (الحاج يوسف) 1091هـ= 1680م

وهو صبى إنجليزي يعشق المغامرة غادر إنجلترا في السادسة عشرة من عمره ليعمل على متن السفن المسيحية في البحر المتوسط، حيث سقط أسيرا في أيدي أحد مجاهدي البحر الجزائريين فاتخذه عبدا له بعد أن اعتنق الإسلام وتسمى باسم يوسف قبل أن يرتد بعد ذلك بخمس عشرة عاما إلى المسيحية ويهرب من الجزائر عائدا إلى وطنه، وفي عام 1680م قرر سيده اصطحابه معه لأداء فريضة الحج حيث خرج برفقة قافلة الحج الجزائرية متخذين الطريق البحري باتجاه الإسكندرية التي مكثوا بها ثلاثة أسابيع قبل الانتقال إلى مدينة رشيد ثم على متن أحد المراكب النيلية في فرع رشيد إلى القاهرة التي مكث بها بعض الوقت قبل أن يتجه مع قافلته برا باتجاه مدينة السويس حيث ركب الجميع إحدى السفن لتمخر عباب البحر الأحمر باتجاه ميناء جدة.

وفي جدة بدأت أولى الإجراءات بتعريف الحجاج الجزائريين كيفية أداء مناسك الحج بشكل تام قبيل الوصول إلى مكة المكرمة التي دخلوها مع الدليل الذي رفع يديه بالدعاء مما أثر في الحجاج. وحسب قول جوزيف بيتس: "عندما وقع نظر الحجاج للمرة الأولى على الكعبة المشرفة فاضت عيونهم بالدموع".

وكتب جوزيف بيتس الذي أضمر الارتداد عن الإسلام عن طواف الحجاج وسعيهم ومناسك الحج باعتبار ذلك خرافات وأعمالا وثنية.

وعلى الرغم من ذلك فيمكننا من خلال كتاباته ملاحظة حماسة الحجاج وطوافهم وسعيهم المستمر، ولم ينس أن يبدي تعجبه من أنه على الرغم من صغر مساحة مكة فإنها تستوعب الآلاف من الحجاج سنويا.

وفي مكة زار بيتس غار حراء ووصف المسجد الحرام بأن له اثنين وأربعين بابا، كما وصف الكعبة وذكر أنها تقع في منتصف المسجد الحرام، وارتفاعها يبلغ أربعة وعشرين قدما، وطول كل ضلع منها أربعا وعشرين خطوة، وأنها مشيدة من أحجار ضخمة ومصقولة ومكسوة بكسوة مزخرفة حول سطحها بشريط من حروف مذهبة، كما لاحظ بيتس أيضا وجود حلقات نحاسية مثبتة تمسك بها حبال من قطيفة لربط الأطراف السفلية لكسوة الكعبة.

كما تحدث عن الستارة المذهبة التي تزين باب الكعبة والميزاب من أجل تصريف مياه الأمطار، كما لفت نظره جري بعض الناس تجاه المياه المنهمرة من الميزاب معتقدين أنه نفحة من السماء؛ لأن مياهه لامست سطح الكعبة المشرفة. كما أن بعضهم يسعى للشرب من هذه المياه تبركا، فضلا عن وجود بعض الفقراء عملوا في جمع هذه المياه وبيعها للحجاج.

كما أبدى جوزيف بيتس (الحاج يوسف) إعجابه بحمام المسجد الحرام، وذكر أنه لا يجرؤ أحد على صيده، وأنه أليف ولا يخاف الحجاج لدرجة أنه يأكل الطعام والحبوب من أيديهم.

كما ذكر أنه دخل إلى جوف الكعبة المشرفة مرتين طوال وجوده في مكة التي مكث بها أربعة أشهر، ولاحظ أن المسلم الذي يدخل إلى الكعبة يقوم بصلاة ركعتين في كل ركن من أركانها بخشوع كامل واستغراق شديد ويبدو ذلك طبيعيا إذ إن المسلم يصلي حينها في أقدس أماكن الأرض جميعا.

كما كتب عن غسيل الكعبة بماء زمزم وكيف تزاحم الناس لتلقي ماء غسيل الكعبة تبركا أيضا، ولاحظ أنه كان يجري تكسير المقشات والمكانس التي ينظف بها بيت الله الحرام وتنثر فوق رءوس الحجاج بحيث يحتفظ كل حاج بجزء منها لتذكره فيما بعد بعملية تنظيف المسجد الحرام.

ورصد بيتس أيضا وصول كسوة الكعبة المشرفة من مصر إلى مكة، وكيفية استقبال الناس لها بفرح تام، وحسب كلماته: "لدرجة أن كثيرين يبكون من الفرح. ويقوم بعض الناس بتقبيل كل جزء من الكعبة ثم يمسحون وجوهم". ثم ذكر أن شريف مكة المكرمة ينزع الكسوة القديمة ويقوم ببيع أجزائها للحجاج المتلهفين على الاحتفاظ بتلك القطع النسيجية المقدسة والعودة بها إلى بلادهم.

ولاحظ جوزيف بيتس في ذكاء شديد أن هناك أربعة أماكن حول الكعبة مخصصة لصلاة أتباع المذاهب السنية الأربعة، فذكر أن أتباع المذهب الحنفي كان معظمهم من الأتراك، والشافعي يتبعه أهل الجزيرة العربية، وابن حنبل وأتباعه قليلون، ومالك يتبعه شمال أفريقية ما عدا مصر، كما تميز بشدة ملاحظته بحيث وصف شكل المسلمين من أتباع المذاهب الأربعة في أداء الصلاة عند التكبير أو وضع اليدين على الصدر أو وضعهما جانبا.

كما تحدث الحاج يوسف عن بئر زمزم ومائها العذب، فذكر أن أهل مكة في رمضان يفطرون به ويقولون إنه حلو كالحليب، ويتم ملء مئات من أباريق المسجد الحرام منه في رمضان لتوضع قبل المغرب بحيث يشرب منه المصلون قبيل صلاة المغرب، غير أنه يذكر أن أهل مكة يقصرون استخدام ماء زمزم على الشرب والاستحمام (غسيل الجزء العلوي فقط).

ولم ينس أن يذكر أن العديد من الحجاج يعودون إلى بلادهم بقوارير من ماء زمزم لأقاربهم وأصدقائهم.

وذكر الحاج يوسف أيضا صعود الحجاج على جبل عرفات، وحسب نص كلماته: "لقد كان مشهدا يخلب اللب حقا أن ترى هذه الآلاف المؤلفة في لباس التواضع والتجرد من ملذات الدنيا برءوسهم العارية وقد بللت الدموع وجناتهم، وأن تسمع تضرعاتهم طالبين الغفران والصفح لبدء حياة جديدة".

ولم يستطع جوزيف بيتس أن يتناسى الخلافات الواسعة بين المذاهب المسيحية، فنجده وهو يرى الحجاج المسلمين على جبل عرفات وتوحدهم يقارن بين ذلك التوحد وخلافات المسيحيين، خاصة أنه كان بروتستانتيا يكن كراهية عميقة للكاثوليك. كما تحدث عن مقابلته لأحد الأيرلنديين الذي اعتنق الإسلام ورفض الارتداد عنه رغم المغريات التي وضعت أمامه "وقال إن الله قد من عليه بالإسلام والجنة بدلا من جهنم أوربا".

ثم تحرك بيتس مع الحجاج من عرفة إلى منى حيث قدم الجميع الأضاحي، وهناك يذكر بيتس جذور فكرة الفداء حسب اعتقاد المسيحيين فيذكر أن سيدنا إبراهيم قد نوى ذبح إسحق وتقديمه فداء للرب. ومن المعروف أن الفكر الإسلامي يرجح أن الذبيح هو إسماعيل. ثم قام أيضا بوصف رمي الجمرات.

بعد ذلك يعود الحجاج إلى مكة المكرمة لزيارة الكعبة مرة أخرى ثم التسوق من سوق مكة الكبيرة الذي يحوي سلع وبضائع اليمن والشام والصين والهند. ولفت نظره أن كل حاج من حجاج قافلته (حجاج الجزائر) اشترى كفنا لنفسه، وغمسه في ماء زمزم حتى إذا ماتوا في بلادهم تم تكفينهم به، ثم يقوم الحجاج قبيل مغادرتهم مكة بالقيام بطواف الوداع. ولفت نظر جوزيف بيتس أن عيون الحجاج قد فاضت بالدمع لمغادرتهم مكة والمسجد الحرام، كما أنهم كانوا يشربون من ماء زمزم حتى الامتلاء ثم يتراجعون إلى باب الوداع وهم ينظرون بحيث ترنوا أبصارهم للمرة الأخيرة إلى المسجد الحرام والكعبة المشرفة.


ريتشارد بيرتون 1269 هـ= 1853 م

ولد عام 1821م، وحظي بتكليف الجمعية الجغرافية الملكية بلندن في عام 1852م للقيام برحلة لاستكشاف وسط وشرق الجزيرة العربية. فقام برحلته منطلقا من مصر إلى بلاد الحجاز، وفضلا عن ذلك يعزى الفضل لريتشارد بيرتون -الذي كان يدرس في جامعة أكسفورد- في العديد من الاكتشافات الخاصة بإفريقيا وخاصة منابع النيل، وكذلك غرب إفريقيا.

الحج إلى مكة
ذكر بيرتون أن للكعبة المشرفة بريقها الوجداني الخاص الذي لا يمكن مقارنته بأي بناء معماري فرعوني أو يوناني، ولاحظ بيرتون المؤمنين المتعلقين بأستار الكعبة وبكاءهم، كما تحدث عن مشاعره باعتباره حاجا وصل من أقصى الغرب الأوربي، شعر بالسعادة الغامرة، بالإضافة إلى عشق صوفي للكعبة المشرفة.

ثم تحدث عن اقترابه وزملاءه من الحجر الأسود، رافعين أكفهم إلى السماء، قائلين: لا إله إلا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده، لا إله إلا أنت لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير". ثم بدأ الجميع طواف القدوم حول الكعبة المشرفة، وتقبيل الحجر الأسود. كما تفرغ بعض الحجاج لتقديم الحبوب، في سلال لإطعام الحمام بالمسجد الحرام.

وذكر بيرتون يوم عرفة فوصف جبل عرفات بأنه في طريق الطائف إلى الشرق من مكة ويسمى أيضا جبل الرحمة، وذكر أن أعداد الحجاج فوقه بلغت خمسين ألف حاج في عام 1269هـ= 1853م. كما لاحظ ابتعاد بعض الحجاج عن رفاقهم نتيجة الزحام. وهو ما جعل الرفاق ينادون عليهم بأصوات عالية اختلطت مع أصوات الحجاج الملبين "لبيك اللهم لبيك".

وفي ملاحظة ذكية من بيرتون ذكر أن معظم الأسماء التي ينادى عليها كانت أسماء لسيدات من قبيل فاطمة وزينب وغيرها، وعندما استفسر عن ذلك أخبرنا بمعلومة قيمة وهي أن الكثير من السيدات المسلمات في بلادهن لم يستطعن الحضور لأداء مناسك الحج، فكن يكلفن أزواجهن أو أقاربهن بمناداة أسمائهن وسط الحجاج على جبل عرفات اعتقادا منهن بأن تلك إشارة إلى قيامهن بالحج في العام التالي مباشرا.

ولاحظ بيرتون أيضا الفروق بين الحجاج على جبل عرفات، فقد بكر الحجاج السلفيون (الوهابيون) بالحضور رافعين رايتهم الخضراء فوق قمة الجبل، على حين أصر الحجاج العرب الأكثر بداوة على أن الوقوف يجب أن يكون فوق الجبل، بينما رأى الحجاج المدنيون (من أهل المدينة) أنه يمكن الوقوف فوق أي جزء من جبل عرفات.

واستمع بيرتون من مكانه البعيد إلى الخطبة التي ألقاها شيخ عجوز راكبا فوق جمله واستمرت حوالي ثلاث ساعات حتى المغرب. وحكى بيرتون عن تأثر الحجاج بالخطبة، حيث ذرفوا الدموع ورددوا التلبية والدعاء وراء الخطيب، وبعد انتهاء الخطبة بدأ الحجاج في هدم خيامهم والنزول من جبل الرحمة وهم يلبون. "لبيك اللهم لبيك" في حالة من الزحام الشديد، ثم التوجه إلى مزدلفة ثم إلى منى حيث قام الجميع بنحر الأضاحي.

بعد ذلك عاد بيرتون ورفاقه الحجاج من منى إلى مكة حيث استغلوا عدم الزحام حول الكعبة الشريفة لدخولها بإذن من أحد أفراد بني شيبة المسئولة عن فتح الكعبة. وحكى عن شعوره بالرهبة داخلها، وهى بناء ليس له نوافذ، ويسمع زحام المسلمين المتحمسين خارجها، وقام بيرتون بصلاة ركعتين داخل الكعبة مع القيام بالدعاء في الركن الشامي (الغربي) والركن العراقي (الشمالي). وذكر بيرتون أن كل الحجاج لا يدخلون إلى جوف الكعبة وأن الذين قدر لهم الدخول وملامسة أرض الكعبة المشرفة ينبغي لهم ألا يسيروا حفاة بعد ذلك، كما ينبغي عليهم ألا يكذبوا بعد ذلك أبدا.

وتحدث بيرتون أيضا عن كسوة الكعبة منذ ما قبل الإسلام حتى عصره فذكر أنها تتكون من خليط من القطن والحرير وتخرج من أحد مصانع النسيج في باب الشعرية بالقاهرة تحت رعاية أسرة تتوارث نسجها هي أسرة الصادي Sadi.

وقبل أن يتطرق بيرتون لرحيل الحجاج إلى بلادهم، لم ينس التوقف أمام شعائر الحج في مكة المكرمة قائلا: "لقد رأيت شعائر دينية في بقاع كثيرة من الأرض، لكنني لم أر أبدا ما هو أكثر وقارا وتأثيرا مما رأيته هنا.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

م ن ق و ل












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الطائر الأخضر   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008, 12:55 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الفارس

البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 186
المشاركات: 2,502 [+]
بمعدل : 0.40 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

هلا والله بأخوي وابن عمي المتألق دوماً طائر المنتدى الطائر الأخضر

جزاك الله خير


موضوع قيـِّـم اتمنى لو تنقله للمنتديات التاريخية اظنه انسب من الاسلامي والرأي رايك



الله يجزل لك المثوبة أخي


بيــّــض الله وجهـك


يعطيك العافية


مشكور


كــُـــن بــخــيــــــر أخـــــي


الــفـــــارس












توقيع :



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ألف شكر للمصمم المبدع المتألق ملك الغرام تسلم يدينك

عرض البوم صور الفارس   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008, 01:19 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ابوقراحه

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52
المشاركات: 1,319 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
ابوقراحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

الطائر الاخضر
الله يجزاك خير على النقل الرائع
داما نتطلع لمشاركاتك المفيدة












عرض البوم صور ابوقراحه   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008, 06:13 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الطائر الأخضر

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 343
المشاركات: 4,184 [+]
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
الطائر الأخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

شكرااا

اخــوي

الــفــارس

رأيٌ سديد

تشرفت بمرورك












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الطائر الأخضر   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008, 06:14 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الطائر الأخضر

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 343
المشاركات: 4,184 [+]
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
الطائر الأخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

شكرااا

اخــوي

ابو قراحــه

تشرفت بمرورك












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الطائر الأخضر   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008, 07:03 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
بيرق مطير
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية بيرق مطير

البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 238
المشاركات: 2,132 [+]
بمعدل : 0.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 11
الإتصالات
الحالة:
بيرق مطير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

يعطيك العافيه علي موضوعك المميز


تقبل تحياتي












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


انـــا مــن روس قـوم ٍ مناعير. . قوم ٍ ليا جات المصايــب شـديــده
قـوم ٍ ليا صفوا وصاروا طوابير. . عـدونـا يـابـنـت يـصـبـح شـريده
ياناشـده عنـي تـراني من مطير. . اهـل الـفـعول الـكـايـده والمجيـده

عرض البوم صور بيرق مطير   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008, 07:15 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الطائر الأخضر

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 343
المشاركات: 4,184 [+]
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
الطائر الأخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

شكرااا

اخــوي

بـيـرق مـطـيـر

تشرفت بمرورك












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الطائر الأخضر   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2008, 10:23 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حصــااان مطير

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 301
المشاركات: 214 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
حصــااان مطير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

يعطيك العافيه علي موضوعك المميز
ولاهنت بعد راااسي
تقبل مروووري












توقيع :



عسى عمرك طويل الي اهديتني التصميم


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور حصــااان مطير   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2008, 02:14 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الطريس

البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 73
المشاركات: 4,760 [+]
بمعدل : 0.75 يوميا
اخر زياره : [+]
الدولة: saudi arabia
علم الدوله :  saudi arabia
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 20
الإتصالات
الحالة:
الطريس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

الطائر الاخضر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مشكـور أخـوي وماقصـرت
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة












توقيع :


تسلم يمناك ياابو وليد


عرض البوم صور الطريس   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2008, 06:27 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الطائر الأخضر

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 343
المشاركات: 4,184 [+]
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
الطائر الأخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الطائر الأخضر المنتدى : التاريخية العامة
افتراضي

شكرااا

اخــوي

حـصـان مـطـيــر

تشرفت بمرورك












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الطائر الأخضر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

 

"جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى "

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009