(سعد وسعيد) من قصائدي وأتمنى أن تعجبكم

اعتقد أن البعض منا قد استحق هذا التقريع الذي جاء في القصيدة أو نصيبا منه فكل ابن آدم خطَّاء وليتنا نكون من التوابين فنجد الله غفورا رحيما

سعد وسعيد

دع الأيامَ تمضي في سُبـــاتِ ... ولا تطـلِ المـــلامـةَ والشَكــــاةِ
فما ضـرَّ الذين قضَـــوا نياماً ... لقـــــد نـامَ الملائكُ والعصـــــاةِ
ولا ترضَ الوقوفَ ببـابِ قومٍ ... صغارٌ في الصفاتِ وفي الذواتِ
فتبدو إن رجوتَ الحــقَّ فيهم ... كطالـــبِ سؤلَـــهُ في الهاديــاتِ(1)
ومن يكـنِ الغــرابُ له دليــلاً ... سيأخـــــذهُ إلى أرضٍ مـــــواتِ
وبعض الطيـر ميَّــالٌ لبعــضٍ ... تشابَهَ في الجبـالِ وفي الفـــلاةِ
فسعـدٌ في اللئـام أخـو سعيــدٍ ... ومِن ذاتِ العجينــةِ والنــــــواةِ
يعذبُهُ نشيـدُ الطيــرِ صُبحــــاً ... ويُطـــــربهُ نــواحُ النائحــــــاتِ
وتؤذي عينَـــــهُ رؤيا جمــالٍ ... تبدَّى في المــروجِ الرائعـــــاتِ
وتخرجُ روحَهُ إن قيلَ يومـــاً ... ستسعى في الصلاحِ مع السعاةِ
ودعوى السوءِ يلقَفها سريعاً ... يغُــذُّ السيـــر في ركــبِ الدعاةِ(2)
وإن يُدعَوا لخير الناس فـروا ... فِـرارَ الفاسقيـــنَ من الصـــلاةِ
لقد قطعوا بدنيا اللؤم شــوطاً ... وقد شبُّوا وما عــــادوا هـــواةِ
فلا تكُ باخعـاً بالحـزنِ نفســاً ... فلا قـــولٌ يفيــــد ولا عظــــاتِ(3)
ودع لله مــــــا لله كـــــــي لا ... تكابدُ في العظــــائم والهِِنــــاتِ(4)
-----------------------------------------------------------------

تحياتي
ابو خالد

(1) الهاديات: النجوم، قال تعالى: وبالنجم هم يهتدون
(2) يغذ السير: أي يجتهد فيه ويسرع
(3) باخعا: أي مهلكا نفسك حزنا
(4) العظائم:الأمور العظيمة ذات الشأن والهنات الأمور البسيطة التي لا يلقي لها الناس بالا