الانترنت يجعل من البخل صفة إيجابية

وصولات تخفيض , عينات مجانية من العطور, مواد تجميل , مواد غدائية, سحب مجاني للصور الشمسية أو الرقمية: العديد من المواقع تقترح مثل هذه الفرص التي يبحث عنها يوميا آلاف المبحرين في الشبكة العنكبوتية.

بخلاء.كوم هو موقع فرنسي من هذا النوع في رصيده مليون مسجل, يستقبل زائريه بعبارة تكشف عن محتواه " مهمتي جمع كل المبذرين و المهملين على الطريق المستقيم للبخل".

و يقول توبيا ستينبيرغر, مؤسس موقع بخلاء.كوم " حين أنشأت هذا الموقع عام 2001م كان ذلك بهدف شخصي, لإيجاد كل ما هو مجاني على النت. و لكن المفاجأة كانت كبيرة فبعد أيام قليلة , شرع عشرات الأشخاص في المساهمة فيه"

السيد ستينبرغر يصنف على موقعه مجموعة ضخمة من الفرص الرخيصة أو المجانية, مثل كبسولات قهوة نيسلي أو عينات من عجائن نوتيلا ,عينات من عطور [هوغو بوص, لاكوست, كاشاريل] أو مواد تجميل [كلينيك] و لكن أيضا اشتراكات تجريبية في مجلات عالمية, لعل أهمها مجلة التايم.

"الزائر ليس عليه أن يدفع شيئا, و لا حتى مصاريف الإرسال, إلا في حالات نادرة جدا".

"يشهد الإنترنت اليوم تزايدا للمواقع التي تقترح مثل هذه الفرص, التي تمكن الزائر لها من التوفير" هذا ما يقوله المشرف على موقع فوائد.نت الذي يرسل كل أسبوع نشرة إلى ال5500 مشترك ليجعلهم يربحون بطريقة سهلة.

يقول ستينبرغر " وصولات التخفيض و العينات المجانية هي ما يطلبه الزائرون أكثر , و بخاصة حفاظات الأطفال, العطور, و الحلي. هذه الأمور منفردة لا تشكل شيئا, و لكن في نهاية الشهر تصل قيمة الاستفادة إلى 50 دولارا للشخص "

من بين أجمل ذكريات بخلاء.كوم, أواني طهي من شركة تيفال بقيمة 50 دولار مهداة من أحد الموزعين , أو كريم ضد التجاعيد بقيمة 40 دولار...

السيدات الشابات بين 25 و 35 سنة مع ابن أو ابنين, حسب العديد من مشرفي هذه المواقع, يمثلن أكثرية الزائرين.

" بمجرد أن يكون هناك شيء مجاني, فإن الناس يطلبونه, حتى لو رموه بعد ذلك. و هذا بفعل عوامل نفسية أكثر منها استهلاكية " كما يقول رافائيل بيرجيه, الباحث في المركز الفرنسي لدراسة و ملاحظة الظروف المعيشية.

هذه المواقع ليست كلها خدمية بحتة , فالكثيرون يعتبرونها تجارة مستترة , حيث أن العديد من هذه المواقع تتلقى تعويضات عن كل ضغطة زر باتجاه الموقع التي تروج له , مواقع أخرى تعتمد على البانرات الإشهارية. و يحدث أحيانا أن لا تكون تلك الفرص المقترحة غير طعم أو كذبة كبيرة , فمثلا هذا الأسبوع إقترح موقع توب آرجان على رواده شراء مسجل دي في دي ب1 يورو إن هم اشتروا تلفزيونا بشاشة بلازما ب 2990 يورو, في حين تباع هذه الشاشة بحسب نقابة صناعيي الأجهزة الإلكترومنزلية ب1430 دولارا فقط في الأسواق.