سالمة يا سـلامة د. حمود أبوطالبلا أظن أحدًا باستطاعته أن ينسى الحريق المشؤوم لمدرسة البنات الإبتدائية في مكة المكرمة عام 1423هـ. لا حاجة لتذكّر كل ملابساته الآن، ولكن يبدو أننا لم نتعلّم من ذلك الدرس القاسي رغم مرور 7 سنوات، ولا نريد تفادي كوارث محتملة جدا في علب السردين التي تسمّى مدارس، خصوصا مدارس البنات التي تتصف بطبيعة خاصة كما يقول اللواء مساعد الجعيد مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية في حديثه لصحيفة محلية يوم الجمعة 31 يوليو 2009م.. اللواء الجعيد كان واضحًا إلى حدّ لم نتعوّده في تصريحات المسؤولين عن الكوارث التي تحدث بسبب الإهمال والتقصير وسوء الأداء والتنصّل من المسؤولية. يقول الجعيد : “إنّ تقصير إدارات تعليم البنات في توفير متطلبات السلامة في المدارس واضح وضوح الشمس، وعلى مسؤوليها أن يفيقوا من غفوتهم”.. وحول جولات الدفاع المدني على المدارس يقول: “إن النتائج كانت مخجلة ويندى لها الجبين” . وحول ما إذا كانت الحرائق المتكررة توقفت هذا العام يقول: “من المؤسف أنه بدأت تظهر مع بداية الصيف الحالي، وأن مديري التعليم يتحمّلون كامل المسؤولية مطالبًا إياهم بتصحيح الأوضاع قبل أن تقع الفأس في الرأس”.. نحن يا سعادة العميد ، رؤوسنا قوية وناشفة، لا يهمّها ألف فأس تقع فيها. نحن قوم نتفرّج على المشكلة ثم نتجادل حولها عقدًا من الزمن أو عقدين أو أكثر، ثم ننساها بعد أن تضيع دماء ضحاياها بين أضابير المسؤولين.. ليس مهمًا أن تتكرر الحرائق في مدارس البنات المغلوبات على أمرهن طالما الإصابات أو الوفيات قليلة، ولكن حين تنطلق حمم الجحيم في واحدة منها وتتفحم أجساد العشرات منهن سوف نبدأ في الصراخ والعويل وتبادل الإتهامات ، ثم : ننسى ، كالعادة.. وبالمناسبة، ماذا تعني لنا متطلبات السلامة؟؟ وأي إدارة يؤمن مسؤولوها بأهميتها؟؟.. يا سعادة اللواء هذا ترف وكلام فارغ وإضاعة مال أولى به الجيوب.. إذا كانت المدارس بكل تفاصيلها لا تزيد عن مغارات وخنادق وحفر مستأجرة فما هي متطلبات السلامة التي يمكن أن تطبّق فيها، ثم ألا تعلم أن هؤلاء الطالبات “عورة” لا يصح أن يشاهدهن رجال المطافئ حتى لو تحوّلن إلى رماد ؟؟ معليش يا سعادة اللواء، كلها كم قرن وتتحسّن الأمور ويقتنع المسؤولون عن تعليم البنات بضرورة توفير متطلبات السلامة..
لا يوجد توقيع حاليا