يُروى أنّ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مرّ بحسّان بن ثابت وهو ينشد الشعر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ قال "أرُغاءً كرُغاءِ البعير؟" فقال حسّان "دعني عنكَ يا عُمَر!،فواللهِ إنكَ لتعلمَ أنّي كنتُ أنشدُ في هذا المسجد مَن هو خيرٌ منكَ فما يغيّر عليَّ ذلك؟"، فقال عُمَر "صدقت" [العمدة في الشعر وآدابه ـ إبن رشيق القيروانيّ] كانت أوّل قصيدة إيروتيكيّة في الإسلام قصيدة كعب بن زهير المشهورة بقصيدة "البُردة" والتي إستمع اليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ولأنّ النبيّ لم يجد من كلمة استحسان للشعر فيها خيراً من إلقاء بُردته الشخصيّة على كتفيّ شاعر كبير مثل كعب بن زهير فقد عرفت بقصيدة "البُردة" أكثر ممّا عرفت بإسم شاعرها أو مطلعها بانت سعاد فقلبي اليوم متبول . . . متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا . . . إلا أغنُّ غضيضُ الطرف مكحول هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة . . . لا يشتكي قصر منها ولا طول تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت . . . كأنه منهل بالراح معلول ميّز الإسلام بين الغزل والرَّفَث فالتغزّل الإيروتيكي بجمال المرأة ووصف محاسن جسدها يختلف كثيراً عن الرَّفَث الذي هو الفحش في ذكر النساء بحضورهنّ أي خلط الجنس بالبذاءة والرّفث غير مقبول أجتماعيّاً حتى في أعراف الدول الغربيّة التي تعتبره بعضها بمثابة تحرّش جنسيّ غير مباشر وتعاقب عليه.