يقول الفارابي : هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم وقنعوا به في السرّاء والضراء ووصلوا به إلى المطالب القصيّة وهو أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص ولذا فالمثل قيمة خلقية مصطلح على قبولها في شعبها وهو يمرّ قبل اعتماده وشيوعه في غربال معايير هذا الشعب وينمّ صراحةً أو ضمناً عن هذه المعايير على كل صعيدٍ وفي كل حال يتعاقب عليها الإنسان في حياته لا بد من أن نلاحظ أن كثيراً من الأمثال لا تتفق بل تتناقض لو وُضعت جنباً إلي جنب كمثل قولهم : «الجار للجار ولو جار» وقولهم: «يا جاري إنت بحالك وأنا بحالي» الأول يدعو إلي التضامن مع الجار في كل حال والثاني يدعو إلى الانصراف عنه ولو قلنا إن المثل خلاصة فكر الشعب وخزانة حكمته لحقّ لنا القول إن هذا الفكر متناقضٌ إذ يجمع هذين المسلكين معاً غير أن التناقض هنا ليس سوى مظهر إباحة الاختصار فلو فُصّل المثلُ الأول فيه إن الجار لمزمٌ أن ينجدَ جاره في مصيبته أو حاجته وأن يسارع إلى مواساته ولو بدا قبل ذلك من الجار سلوك جائر وأما المثل الثاني فلو فُصّل لقيل فيه دع جارك وشأنه وانصرف إلى شأنك ولا تتدخل فيما لا يعنيك والحق أن المثلين لا يتناقضان لأن مواساة الجار والمسارعة إلى نجدته أمر يعنيك ولا يضايق جارك بل يسعده ولكن واجب الجار حيال جاره لا يُطلق يده في كل شؤون هذا الجار الخلاصة الامثال هي تجارب شعوب ولكل شعب تجاربه وتستخلص الامثال في الوقت الراهن اذا ما كانت الاحداث متشابه لما حدث لتلك الشعوب وهناك اختلاف كبير وجذري بين الامثال والحكمه لا يسع الوقت لذكرها الف شكر اختي عطر الياسمين على هذا الطرح الذي يقلب الاوراق القديمه لتعم الفائده ان شاء الله