الصيــــــــــــــــــــــــــــــــــام الصيام لغة : هو مطلق الإمساك وشرعا : الامتناع عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيةالتقرب إلى الله بينت الآيات القرانية الكريمة أن الصوم عبادة فرضها الله في جميع الشرائع وأن الحكمة الأسمى منها هو تحقيق تقوى وخشية الله سبحانه وتعالى ومراقبته في السر والعلانية الصيام في الديانة اليهودية فى الديانة اليهودية نجد صيام الأربعين يوما عند موسى عليه السلام وقد كان امتناعا عن الطعام والشراب مدة أربعين يوما ويبدوا أن موسى عليه السلام اختص بها بغرض التقرب الى الله تعالى واستقبال وحيه كما كان للاستغفار عن ذنوب اليهود وخطاياهم وهو ما اشار اليه القرآن الكريم : "واذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون" "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين " الأعراف اية 142 وكان ذلك بعد أن جاوز البحر وبعد سؤال قومه أن ينزل عليهم كتاباً من عند الله وهى التى صامها موسى عليه السلام هذا ما كان عليه موسى عليه السلام غير أن اليهود أعرضوا عن ذلك ولم يلتزموا بالصيام الأربعين واقتصروا على صيام يوم واحد هو يوم الغفران وهو اليوم العاشر من الشهر السابع حسب التقويم العبري وفي صوم يوم الغفران يمتنع اليهود عن متع الجسد وهي حسب أعتقادهم الطعام والشراب الاستحمام والجنس وأرتداء الاحذية الجلدية ومن ايام الصيام الثابته عند اليهود: السابع عشر من تموز: تاريخ المصائب في أورشليم التاسع من آب: خراب أورشليم وكلا الهيكلين الثالث عشر من آذار: صيام أستير العاشر من تشرين أول: صوم الغفران وهو أهم ايام الصيام عند اليهود على الاطلاق وقد اختلف اليهود فى اوقات الصيام بعد موسى عليه السلام فبعضهم يصوم يوم الخميس وهو يوم ذهاب موسى عليه السلام للجبل لاستقبال الوحى الالهى ويوم الاثنين الذى عاد فيه من الجبل وكان اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر محرم فتأثر بهم بعض الملسلمين وروّج ذلك حكام بني امية لوقوع مقتل الحسين في يوم العاشر فحولوه من يوم حزن على الحسين الى يوم فرح بانتصار موسى عليه السلام ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجدهم يصومونه فسألهم عن ذلك فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون فنحن نصومه شكراً لله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه » الصيام في الديانة المسيحية الصوم في الديانة المسيحية له عدة صور فهناك عدد من الايام يتم فيها الصيام وعلى سبيل المثال فهناك صيام الميلاد 40 يوما وصيام القيامة 55 يوما ومن انواع الصيام كذلك هو الامتناع عن اكل الاطعمة نهائيا من الساعة 12 ليلا حتى انتهاء الصلاة فى الكنيسة تقريبا حوالى الساعة 3 عصرا ومن انواعه ايضا الامتناع عن اكل ما تشتهية النفس حتى ولو كان ماكولات نباتية والامتناع نهائيا عن اى ماكولات حيوانية مثل اللحوم واللبن والبيض مدة الصيام بالكامل والصيام عند المسيحيين يختلف باختلاف الكنائس من الكاثولوكية او البروتستانتية او الأرثودكسية وباختلاف الزمان والمكان والظروف يتفق المسيحيون في كل كنائسهم على صيام يوم واحد يسمونه عيد المسيح يصومونه قبل حلول عيد الفصح الذي يحتفلون به قبل نهاية السنة الميلادية بخمسة أيام أي يوم 25 ديسمبر من كل عام وتختلف هذه الكنائس بصيام أيام أخرى كصوم يوم واحد لكل عيد من أعيادهم: كعيد الصليب والرسل والعذراء والفِطاس والأربعين يوماً وبعضهم يصوم أربعين ساعة فقط بدلا عن الاربعين يوما يمتنعون فيه عن الأكل والشرب والجماع من منتصف الليل حتى الظهر هذا للشيوخ المسنين والضعفاء أما القادرون فيلزمهم الإمساك إلى قبل غروب الشمس بساعة واحدة وهذا الامتناع إنما يكون فقط عن أكل اللحم وما ينتج من الحيوان مما لونه أبيض كبياض البيض والزبدة واللبن وما عدا ذلك يجوز طبخه وأكله بشرط ألا يطبخ إلا بزيت نباتي وفي صوم يوم الميلاد: يجوز فيه أكل السمك وأنواع الفاكهة لا غير يتضح مما مر معنا ان للصيام في الاديان القديمة والاديان الكتابية عدد من الاهداف والغايات وكان البعض يخلط الصيام بالشعوذة والسحر استنادا على اعتقادهم أنَّ الشياطين تدخل في عصاة بني آدم ولا تخرج منهم إلا بالصوم مما سبق فالصيام اتخذ اشكال متنوعة بين امتناع كامل أو جزئي عن الطعام أو عن الشراب كله أو بعض انواعه او الامتناع عن الملذات الحياتية الأخرى او الامتناع عن الكلام وجاء الاسلام ليقر مبدأ الصيام ولكن لينظم عمليته وانواعه بعيدا عن الغلو او التساهل بالاحكام أهل الكتاب والصيام عندما فرض الله عليهم الصيام ثلاثين يوماً وصادف حراً شديداً تضايقوا منه فاجتمع علماؤهم ورؤساؤهم فجعلوه في فصل الربيع بين الشتاء والصيف وهذا هو النسيء الذي حرَّمه الله في القرآن ثم إنهم زادوا فيه عشرة أيام كفارة لضيقهم فصار الصيام عندهم أربعين يوماً ثم إن ملكاً من ملوكهم اشتكى مرضاً نزل به فنذر لله إن برأ من وجعه أن يزيد في صومه أسبوعاً فبرأ فصار يصومها أي 47 يوماً فلما توفي أمر الملك الذي جاء بعده بصيام ثلاثة أيام فصارت أيام الصيام 50 يوماً موزعة على أشهر السنة ووجهة النظر هذه نابعة من ان الصيام الذي كلف الله به عباده في الاديان السابقة هو نفسه من حيث التفاصيل في الديانة الاسلامية ولم يلتفتوا الى ان الثابت هو اصل الصيام اما التفاصيل فهي من المتغيرات التي اكملها الاسلام قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة البقرة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون*) معنى كلمة رمضان لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها فوافق شهر رمضان أيام الحَرّ وشدته، فسمي به " وقيل: شهر رمضان مأخوذ من رمض الصائم، أي أنه يرمض إذا حرّ جوفه من شدة العـطش. قال الله عز وجل: " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " وكما أن كلمة رمض تعني وضع لشىء بين شيئين أملسين وسحقه بشكل تدريجي ودقيق فمعنى رمضان مأخوذ من رمض الصائم والرمض معناه الجوع والعـطش الشديد هوامش : 1- كتاب الديانه اليهوديه . 2- تاريخ المسيحية . 3- بعض مواقع الانترنت المؤثوقه . كتبه العزيزي المغترب 18 - 7- 2011م القاهرة