الأخت عطر الياسمين أشكرك على ثقافتك العالية ونظرتك البعيدة فمواضيعك مميزه ومتألقة وتلامس أهم الأمور والذوق ذوقك المتألق الذي أتنا بمثل هذه المواضيع التي تحرك الأقلام وتنير العقول وبالفعل لولا الذوق لكانت الحياة بلا قيمة. وهو المحرك الرئيسي لمزاج الطبع والتطبع وهو مجال واسع والكلام فيه يطول ويتشعب وبلاشك انه مراتب ومنازل وطقوسا متنوعة واقتناعات خاصة ولعلنا نتذكر في هذا المجال المثل المشهور الذي حفظه لنا التاريخ لولا اختلاف الأذواق لبارة السلع وهذا من فضل الله أن جعل الأذواق تختلف من شخص لأخر ومن مجتمع إلى مجتمع وبرأيي أن الذوق خصلة مكتسبة حتماً ويجب الاعتناء بها وقابله لصقل والتطوير مثلاً من كان عنده ذوق بمنظره الخارجي لايسمح لنفسه برمي القمامة في الشوارع ولا يكون أناني ولا جشع ولا طماع في معاملته مع الغير والذوق مطلوب في جميع شؤون الحياة من تعامل ومظهر وفي البيت .. الشارع .. العمل .. كنوع من الانضباط الاجتماعي في المجتمع و هو ما نفتقده حقا في مجتمعاتنا علي الرغم مما تزخر به الأحاديث من آداب و تنظيمات .. الآداب الإسلامية المذكورة بالأحاديث الشريفة كثيرة و متعلقة بكافة جوانب الحياة هناك آداب للمجالس .. و آداب للاكل .. و آداب للشرب .. و غيره الكثير الكثير مثل كيفية رعاية حقوق الجيرة و احترام آداب الطريق .. ما ينقصنا حقا هو الإطلاع علي هذه الآداب و الالتزام بها ولا يكون المميز مميزا إلا بتميز ذوقه في الأخلاق والتعامل والمظهر وجميع شؤون حياته خالص الشكر والتقدير لك اختي عطر الياسمين وأهني فيك هذا الذوق الراقي