( 2 ) ماغوه قلاسيه سوف نصعد على متن رحلتنا المتوجه الى عاصمة الجمال والطبيعيه عاصمة الذهب والبنوك المركزيه عاصمة الامطار والثلوج عاصمة الملوك والامراء والشيوخ عاصمة السادة ومن يمتلك الفلوس عاصمة احترام الانسان لانسانيته عاصمة الحرية المطلقه عاصمة التخطيط والفن المعماري عاصمة النظام والتنظيم عاصمة الامم المتحده والمنظمات الانسانية باختصار عاصمة عواصم العالم اجمع انها جنيف او كما يطلق عليها Geneva لن اتطرق الى الاحداث الجميله والرائعه من هبوطنا ارض المطار حتى استقرارنا في محل اقامتنا سوف اتحدث عن رساله وصلتني من صديق عزيز علي ذو منصب عالي بالدوله عند علمه بانني في مدينته المحببه لنفسه بطلب احضار حلوه يتم صناعتها يدويا بجنيف يطلق عليها ماغوه قلاسيه وهي مسمى فرنسي وليس غريب هذا الاسم لان اغلبية سكان هذه المدينه يتحدثون اللغه الفرنسيه ونادرا ماتجد من يتحدث الانجليزيه.. تمسك غريب بلغتهم الفرنسيه رغم ايجادتهم للغة الانجليزية والالمانية بنفس الوقت.. ذهبت صباحا الى مركز المدينه الذي لايبعد عن محل اقامتنا سوى بضع دقائق مشيا على الاقدام مع استمرار تساقط الثلج لليوم الثامن منذ قدومنا وكان برفقتي زميلي ابوفهد الله يذكره بالخير وهو من منطقة القصيم وكان لاول مره يزور هذه المدينه ( ولي مواقف معه كثيره خاصة في مدينة لوزان سوف اتطرق لها قريبا ان شاء الله ) وعند وصولنا لاحد المحلات المتخصصه في صناعة الحلوه محل صغير لكن مرتب ويظهر فيه جمال ترتيب الحلويات المختلفة الاصناف والانواع وكانت صاحبة المحل سيدة كبيرة في العمر تظهر ابتسامتها اللطيفه والجميله وكلماتها الترحيبه بزيارتنا لمحلها وبدأت تشرح لنا اصناف الانواع المختلفه من الحلوه وذهلنا عندما ذكرت لنا ان جميع الحلوه التي اطلعتنا عليها لا تحتوي مواد كحوليه وسألتها.. لماذا لم تذكريها قالت اعرف انكم عرب ودينكم الاسلامي يحرم عليكم ذلك !!! فقلت لها حلوة ماغوه قلاسيه هل هي موجوده لديها لأننا نبحث عنها فقالت انها تصنعها حسب الطلب وتكون جاهزه خلال ساعتين من طلبها.. انا وصديقي لا نعرف الحلوه ولا شكلها ولاندري ما الكمية التي نطلبها فبادرتها بسؤال ليبعد عنا حيرتنا بعدما اصبحنا ننظر لبعض ونبتسم هل السعر بالكمية ( على حسب العلبه ) او بالوزن فقالت السعر بالجرام فنظر لي صديقي وقال بالغه العربيه عندنا بالكيلو ولا تكفي!!! وقاطعت حديثنا بكل ادب واحترام وقالت سعر الماغوه قلاسيه 100 جرام 84 فرانك سويسري اي مايعادل 300 ريال فطلبت منها 600 جرام على ان تضع كل 200 جرام في علبة كهدية وان اعود لها بعد ساعتين لأخذها فبادرت بسؤال غريب لنا هل سفركم الان الى بلدكم فتعجبنا من سؤالها فقلت: لا !! سفرنا بعد خمسة ايام فقالت لماذا تأخذ الحلوه و سفرك ليس لان سوف اعمل لك الحلوه قبل سفرك باربع ساعات لتحملها وهي طازجه واخبرتها بوقت الرحله ووضعت يدي في جيبي لكي اخرج المال لاعطيها الحساب فبتسمت وقالت دع المال معك وعند حضورك سوف تجد الحلوه جاهزه وتدفع حسابها وقت استلامك لها فبتسمنا لها وشكرنها وبدورها شكرتنا لاختيار محلها وخرجنا ونحن نبتسم من جميل خلق تلك السيده ونبل تعاملها الاكثر من رائع فقال لي صديقي مازحا ارجع لها قبل الوقت لانها لن تصنعها الا عند رجوعك لها وتتاكد انك سوف تاخذ الحلوه فقلت: له انت لست بالرياض يا ابوفهد ومرت الايام كلمح البصر لروعتها وروعت اجواءها وحان وقت العوده الى الوطن وحزمنا حقائبنا وتوجهنا الى محل تلك السيده قبل الاقلاع بساعتين وعند دخولنا المحل قابلتنا باجمل عبارات الترحيب والثناء علينا لعودتنا لها مرة اخرى واخرجت لنا ثلاث علب ما رايت اجمل منها فقالت هذا طلبك جاهز واقدم اعتذاري لك لانني تصرفت دون ان اخذ الاذن منك فتعجبت وقلت ماذا !!! فقالت: بحثت عن علبه لتحمل 200 جرام ولم اجد الا هذه العلبه التي تحتوي 230 جرام ووضعت لك في كل علبه 30 جرام زيادة حتى تكون الحلوه مرتبه ولا يوجد فراغات بينها واتفاقنا على السعر لم يتغير الا اذا احببت ان تدفع الفرق في الوزن فلك حرية الاختيار فقلت: سوف ادفع كامل السعر بالوزن الجديد لتعاملك الجميل وحسن خلقك وانا احدث نفسي اين نحن مثل هذا التعامل الرائع والذي يحثنا عليه ديننا لكن ياللاسف الغرب يطبقونها ونحن بعيدين كل البعد عنها وودعتنا وتمنت لنا الوصول بالسلامه الى وطننا على امل العوده لها اذا سمحت لنا الفرصه فخرجنا انا وصديقي وقال: صدقت لسنا بالرياض !!!