(( فصول الفقراء )) عندما تريد ان نكتب عن بلد فانت لابد وان تكتب عن شعب يقطن ذلك البلد وعندما تكتب عن شعب فانت مجبرا ان تكتب عن مجتمع يتالف منه ذلك الشعب وعندما تكتب عن مجتمع فانت مجبرا مرة اخرى ان تكتب عن الفرد الذي منه يتكون ذلك المجتمع وعندما تبحث عن ذلك الفرد لتكتب عنه فانك لن تجده قد اختفى ..! لغة الإحتفاء و لغة الإختفاء ... هناك من يولد مُحتفاً به وفي فمه ملعقة من ذهب يخافون عليه من لهيب الحر والبرد فيعيش و يموت وهو محتفا ً به وهناك من هو على النقيض يولد وليس في فمه اي شي سوى الهواء ويكاد ينقضي وتفضي روحه من شدة البكاء فيعيش مخُتفياً لا احد يشعر به ان حضر او ذهب.. عاش او مات..! ليس هناك اسهل من الكذب على الفقراء بذريعة ان ليس هناك مايخسروه فيما لو اكتشفوا الحقيقة يوما ما , وانهم احوج الناس لتصديق الكذب على امل ولو كان ضئيلا ان يصبح الكذب يوما ما حقيقة مُعاشة ..وهم وحدهم القادرون على تصديق الاوهام والوعود الكاذبة.! قد نجد لهم العذر في انهم لا يملكون شيئا ليخسروه, فما الضير لو عاشوا الحلم ولا يهم تحقق ام لم . فهم الوحيدون ايضا القادرون على التكيف مع الفشل بان لا يعملون شيئا حياله ليظل الحال على حاله فالفشل هو الحليف الازلي للفقر ..!!! وهم الوحيدون الذين يعيشون من الفصول الاربعة فصلين ( صيف وشتاء ) وعندما جاء رجلٌ من اقصى المدينة يسعى وتغني بالفصل ( الخامس ) لم يكن ذلك الفصل لهم بل كان فصلا مخمليا مميزا لم يكن يخص الا الاغتياء ونبلاء القوم ..! كنت في السابق الوم نفسي على قلة الاجتهاد باعتقاد ان النجااح حليف العمل الدؤوب حتى أسقطت في يد المثل الذي يقول ( لو تجري جري الوحوش ...ا ) هُناك وقفت انظر للوراء ولتلك السنين التي مضت لازيل عنها الغبار فاجتاحني منه ما منعني من الرؤية امامي و خلفي من حزن ٍ دفين اصابني لا ادري اين كان ساعتها.. لم ابقي من الاسماء الخمسة اسما لم اتسمى به ولا الافعال فِعلا ً لم افعله حتى ضننت اني الفاعل الحقيقي والمبني للمجهول لكل مايجري حولي من فصول فاذا بالذي حولي قد تغير وانا من وقفت في محلي انظر الى نفسي لعلي اتعرف على من انا..؟ واين انا,,؟ ومن اكون ..؟ . . . هُنا