بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: <ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين<>الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إلية راجعون<البقرة<155-156> عن عبدالله بن العباس رضي الله عنة أنة قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم:(النصر مع الصبر ,والفرح مع الكرب, وأنا مع كل عسراً يسرا) وعن أبي هريرة رضي الله عنة أنة قال قال رسول الله صلى الله علية وسلم:(لا يزال البلاء بالمؤمن والمومنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما علية من خطية) وقال ابن السماك رحمة الله: (إن المصيبة واحدة فإذا جزع منها صاحبها فهما اثنتان: المصيبة نفسها وذهاب أجرها وهم أعظم منها) ويقال:إن نوائب الدهر لا تدفع إلا بعزائم الصبر ولا دواء لداء الدهر إلا بالصبر. وقال الشاعر: إن الأمور إذا اشتدت مسالكها = فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا ووجد على باب قصر خرب هذه الأبيات. يا من ألح علية الـهم والـفكـــرُ = وغــيرت حــالة الأيــام والغيرُ أما سمعت بما قد قيل في مثـل = عند الأيــاس فـأين الله والقدرُ نم للخطوب إذا أحداثها طرقت = فاصبر فقد فاز أناس بما صبرُ وكل ضيق سيأتي بعدة ســعـة = وكــل فوت وشيك بعدة الظفرُ وقال مطروق: ما نزل بي مكروه قط فاستعظمته إلا ذكرت ذنوبي فاستصغرته وقال عيينة: الدنيا كلها غموم فما كان فيها من سرور فهو ربح وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنة: (عند تناهي الشدة يكون الفرج وعند تضايق البلاء يكون الرخاء). ومن كلام الحكماء: إن تيقنت لم يبق هم . وقال الشاعر: عســى الهــم الذي أمسيت فيه = يكــون وراءه فـرج قريـــبُ فيأمن خائــف ويــغاث عـــانٍ = ويأتي أهلة النائـــي الغــريـبُ وقال إبراهيم بن العباس: ولرب نازلة يضيق بها الفتــى = ذرعا وعند الله منها المخرجُ ضاقت فلما استحكمت حلقاتها = فرجت وكان يضنها لا تفرجُ وقال عبيد الله الجعفي: الأمن والخوف أيــــام مداولة = بين الأنام وبعد الضيق متسعُ وقال أخر: إذا تضايق امرأ فانتظر فرجاً = فأضيق الأمر إدناة إلى الفرجُ