بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال تعالى : (( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )) الأعراف الآية 79 قال تعالى : (( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ )) الأعراف الآية 93 لماذا قال في الآية الأولى ( رِسَالَةَ ) بالمفرد , وفي الثانية ( رِسَالَاتِ ) بالجمع ؟ الجواب والله أعلم ذكر صاحب الدرة جوابين : الأول : أن تحذير صالح عليه السلام لقومه بعد أن أمرهم باتقاء الله وطاعته , هو أمر الناقة , والمنع من التعرض لها, فجعل الرسالة جملة ولم يفصل , فأفرد ( الرسالة ). أما شعيب عليه السلام فنهاهم عن عبادة الأوثان وأمرهم بتقوى الله وطاعته وقال : (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )) الأعراف 85-86 فالأشياء التي أمر بها شعيب قومه كثيرة فجمع ( الرسالات ) الثاني : أن مدين غير أصحاب الأيكة وأن شعيب بعث إلى أمتين , وأن العذاب ذاقوا منه ثلاث أصناف الرجفة والظلة والصيحة. أما الدكتور فاضل السامرائي أخذ توجيه الدره نفسه وأحال عليه وزاد تفصيلاً لمدين وأصحاب الأيكة , فمدين غير أصحاب الأيكة وشعيب عليه السلام كان من مدين ولم يكن من أصحاب الأيكة ولذلك إذا ذكرت مدين قال ( أخاهم ) وإذا ذكر أصحاب الأيكة ليم يقل ( أخاهم ) (( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا )) الأعراف الآية 85 وقد ذكر القرآن جملة من الأنبياء في سورة الشعراء وكلهم قال فيهم ( أخاهم ) إلا أصحاب الآيكة . قال تعالى : (( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء الآيتان 105-106 قال تعالى : (( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء الآيتان 123-124 قال تعالى : (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء الآيتان 141-142 قال تعالى : (( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء الآيتان 160-161 ثم بعد ذلك قال : (( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ )) الشعراء الآيتان 176-177 فقد ميز القرآن بين من أرسل إلى قومه , وبين من أرسل إلى غير قومه , ولذلك جمع شعيب فقال : ( رسالات ) وأفرد صالح وقال : ( رسالة ) المصدر : كتاب آيات الله في الإعجاز اللغوي والبياني والتشريعي والغيبي في القرآن الكريم للدكتور ماهر أحمد الصوفي دُمتم بحفظ الله ورعايته