منتدى بني عزيز الرسمي من مطير - عرض مشاركة واحدة - مقتطفات من كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لاتحــــــــــــزن) 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2008, 03:03 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ابوقراحه

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 52
المشاركات: 1,319 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10
الإتصالات
الحالة:
ابوقراحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابوقراحه المنتدى : الواحة الإسلامية
افتراضي

مشاركة: مقتطفات من كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لاتحــــــــــــزن)

--------------------------------------------------------------------------------


كن جميلاً ترى الوجود جميلاً

إن من تمام سعادتنا أن نتمتع بمباهج الحياة في حدود منطق الشرع المقدس, فالله أنبت حدائق ذات بهجة, لأنه جميل يحب الجمال, ولتقرأ آيات الوحدانية في هذا الصنع البهيج {{ هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعا }}.
فالرائحة الزكية والمطعم الشهي والمنظر البهي , تزيد الصدر انشراحاً والروح فرحاً {{ كلوا مما في الأرض حلالا طيباً }}.
وفي الحديث: (( حبب إلي من دنياكم: الطيب, والنساء, وجعلت قرة عيني في الصلاة }}.
إن الزهد القاتم والورع المظلم, الذي دلف علينا من مناهج أرضية, قد شوه مباهج الحياة عند كثير منا, فعاشوا حياتهم هما وغما وجوعاً وسهراً وتبتلاً , يقول رسولنا : (( لكني أصوم وأفطر, وأقوم وأفتر, وأتزوج النساء, وآكل اللحم, فمن رغب عن سنتي فليس مني )).
وان تعجب, فعجب مافعله بعض الطوائف بأنفسهم! فهذا لا يأكل الرطب, وذاك لا يضحك, وآخر لا يشرب الماء البارد, وكأنهم ما علموا أن هذا تعذيب للنفس وطمس لإشراقها {{ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق }}.
إن رسولنا أكل العسل وهو أزهد الناس في الدنيا, والله خلق العسل ليؤكل: {{ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس }}.وتزوج الثيبات والأبكار: {{ فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع }}.
ولبس أجمل الثياب في مناسبات الأعياد وغيرها: {{ خذوا زينتكم عند كل مسجد }}. فهو يجمع بين حق الروح وحق الجسد, وسعادة الدنيا والآخرة, لأنه بعث بدين الفطرة التي فطر الله الناس عليها.



ثمنك إيمانك وخلقك


مر هذا الرجل الفقير المعدم, وعليه أسمال بالية وثياب رثة, جائع البطن, حافي القدم, مغمور النسب, لاجاه ولا مال ولا عشيرة, ليس له بيت يأوي إليه, ولا أثاث ولا متاع, يشرب من الحياض العامة بكفيه مع الواردين, وينام في المسجد, مخدته ذراعه, وفراشه البطحاء, لكنه صاحب ذكر لربه وتلاوة لكتاب مولاه, لا يغيب عن الصف الأول في الصلاة والقتال, مر ذات يوم برسول الله فناداه باسمه وصاح به: (( ياجليبيب ألا تتزوج؟ )). قال: يارسول الله, ومن يزوجني؟ ولا مال ولا جاه؟ ثم مر به أخرى, فقال له مثل قوله الأول, وأجاب بنفس الجواب, ومر ثالثة, فأعاد عليه السؤال وأعاد هو الجواب, فقال : (( ياجليبيب انطلق إلى بيت فلان الأنصاري وقل له: رسول الله صلى يقرئك السلام ويطلب منك أن تزوجني بنتك )).
وهذا الأنصاري من بيت شريف وأسرة موقرة فانطلق جليبيب إلى هذا الأنصاري وطرق عليه الباب واخبره بما أمره به رسول الله فقال الأنصاري: على رسول الله السلام, وكيف أزوجك بنتي ياجليبيب ولا مال ولا جاه؟ وتسمع زوجته الخبر فتعجب وتتساءل: جليبيب! لا مال ولا جاه؟ فتسمع البنت المؤمنة كلام جليبيب ورسالة الرسول فتقول لأبويها: أتردان طلب رسول الله , لا والذي نفسي بيده.
وحصل الزواج المبارك والذرية المباركة والبيت العامر, المؤسس على تقوى من الله ورضوان
ونادى منادي الجهاد, وحضر جليبيب المعركة, وقتل بيده سبعة من الكفار, ثم قتل في سبيل الله, وتوسد الثرى راضياً عن ربه وعن رسوله وعن مبدئه الذي مات من اجله, ويتفقد الرسول القتلى فيخبره الناس بأسمائهم, وينسون جليبيباً في غمرة الحديث, لأنه ليس لامعاً ولا مشهوراً, لكن الرسول يذكر جليبيباً ولا ينساه, ويحفظ اسمه في الزحام ولا يغفله, ويقول: (( لكنني افقد جليبيباً )).
ويجده وقد تدثر بالتراب, فينفض التراب عن وجهه ويقول له: (( قتلت سبعة ثم قتلت؟ أنت مني وأنا منك, أنت مني وأنا منك, أنت مني وأنا منك)) ويكفي هذا الوسام النبوي جليبيباً عطاء ومكافأة وجائزة.
إن ثمن جليبيبٍ, إيمانه وحب رسول الله له, ورسالته التي مات من اجلها. إن فقره وعدمه وضآلة أسرته لم تؤخره عن هذا الشرف العظيم والمكسب الضخم, لقد حاز الشهادة والرضا والقبول والسعادة في الدنيا والآخرة: {{ فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون }}.

إن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة.

إن سعادتك في معرفتك للأشياء واهتماماتك وسموك.

إن الفقر والعوز والخمول, ماكان يوماً من الأيام عائقاً في طريق التفوق والوصول والاستعلاء.
هنيئاً لمن عرف ثمنه فعلاً بنفسه, وهنيئاً لمن أسعد نفسه بتوجيهه وجهاده ونبله, وهنيئاً لمن أحسن مرتين, وسعد في الحياتين, وافلح في الكرتين, الدنيا والآخرة .












توقيع :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ابوقراحه   رد مع اقتباس