ما أعقل ما أصنع قال أحد الرواة : قلت لقيس بن الملوح قبل أن يخالط (يجن ويذهب عقله ) : ما أعجب شيء أصابك في وجدك بليلى ؟ قال : طرقنا ذات ليلة أضياف :(أي جاؤونا ليلاً) , ولم يكن عندنا لهم أدْم فبعثني أبي إلى منزل أبي ليلى , وقال لي : اطلب لنا منه أدماً . فأتيته فوقفت على خبائه فصحت به , فقال ما تشاء؟ فقلت: طرقنا ضيفان ولا أُدْم عند نا لهم , فأرسلني أبي أطلب منك أدماً , فقال : يا ليلى ؛ أخرجي إليه ذلك النّحي : ( إناء يوضع فيه السمن ) فاملأي له إناءه من السمن . فأخرجته ومعي قعب: ( قدح غليظ ضخم ) , فجعلت تصب السمن فيه ونتحدث , فألهانا الحديث وهي تصب السمن وقد امتلأ القعب ولا نعلم جميعاً , وهو يسيل حتى أستنقعت أرجلنا من السمن . فأتيتهم ليلة ثانية أطلب ناراً , وأنا متلفع ببردٍ لي , فأخرجت لي ناراً في عطبة: (خرقة تؤخذ بها النار ) لي فأعطتنيها , ووقفنا نتحدث , فلما احترقت العطبة خرقت من بردي خرقة , وجعلت النار فيها , فكلما احترقت خرقت أخرى , وأذكيت بها النار حتى لم يبق علي من البرد : إلا ما وارى عورتي , وما أعقل ما أصنع!