الكلمة الطيبة بوابة عبور «إن الإنسان خلق هلوعا.. اذا مسه الشر جزوعا.. واذا مسه الخير منوعا».. المعارج. خرجنا من بطون امهاتنا الى هذه الدنيا نبكي والكل من حولنا يبدو ضاحكا مسرورا.. والإنسان بطبيعة الحياة يمل الطفولة ويبحث عن الرجولة والكبر حتى يحقق أحلام الطفولة ويجتهد في هذه الحياة في كفاح مستميت لكسب المال ناسيا حقوق نفسه وصحته «وان لنفسك عليك حقا» وما علم انه اذا طال به العمر سوف يرجع الى ارذل العمر ويصرف المال ليستعيد صحته وقوته.. يفكر في المستقبل وينسى الحاضر فلا يعيش الحاضر ولا المستقبل. وفي غمرة الحياة وقوة الشباب والغرور قد يتسبب الانسان في جروح عميقة لمن يحب في بضع دقائق ولكن تضميد تلك الجروح قد يحتاج الى سنين طويلة فالتسامح والكلمة الطيبه هي الدواء فهي بوابة العبور الى صفاء النفوس.. إن اغنى الناس هو ذلك الانسان الذي يملك قلوب الناس بحب بلا اهداف، ويرزقه الله بالمال الحلال والابناء الصالحين فهم زينة الحياة الدنيا.. تذكر أن اشخاصا يحبونك ولكنهم لايعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم ولو أدركنا أن هذه الحياة التي نكابد فيها بحلوها ومرها هي نفسها زائلة لتوفرت لدينا قناعة تامة أننا راحلون منها لامحاله وان الذكرى الطيبه والسيرة الحسنة هي التي سوف يتناقلونها عنا بعد رحيلنا من الدنيا.. ولو تسامحنا مع بعضنا وتداولنا الكلمة الطيبه والخلق العظيم الذي ورد في قوله تعالى «وانك لعلى خلق عظيم» لما تسببنا في جراح من نحب فينبغي ان نبيت وقلوبنا خالية من الحسد والضغينة والانتقام راضين بما قسم الله لنا «ولا تنس نصيبك من الدنيا» وأن نسعى لتوفير لقمة العيش الحلال فإذا توفرت فينا نحن البشر هذه الخصال الحميدة فهي سر الحياة السعيدة ولو طبقناها على ارض الواقع لما حزنا يوما.