تواصلت ردود الفعل الغاضبة في العالم الاسلامي على بث فيلم النائب الهولندي اليميني حول الإسلام على الانترنت منددة بالعمل بينما ارتفعت أصوات تدعو إلى الاعتدال والحوار.
في هذا الوقت أعلن الموقع الالكتروني -لايفليك. كوم- الذي بث فيلم -فتنة- للنائب اليميني الهولندي المتشدد غيرت فيلدرز ليل الجمعة السبت انه سحب الفيلم من الموقع بعد تعرض موظفيه لتهديدات.
في إسلام اباد استدعت السلطات الباكستانية الجمعة سفير هولندا وقدمت له -احتجاجا شديد اللهجة- على بث الفيلم.
وابلغت وزارة الخارجية السفير -احتجاجها على فيلم غيرت فيلدرز الذي يهين الاسلام- معتبرا ان -حرية التعبير لا تبرر ابدا الاهانات الموجهة الى الديانات-.
وطلبت باكستان من الحكومة الهولندية -اتخاذ كل التدابير الضرورية للتخفيف من تداعيات الحادث وملاحقة غيرت فيلدرز بتهمة الاهانة والذم والاساءة إلى مشاعر المسلمين-.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسية كريستيارتو ليغوفو ان مضمون الشريط -مشبع بالعنصرية- مضيفا -نعتبر ان بثه عمل غير مسؤول تحت غطاء حرية الاعلام-.
كما دانت سنغافورة السبت بث الفيلم. وقال نائب رئيس الوزراء في بيان ان -فيلم –فتنة- يشكل اهانة للمسلمين- مضيفا ان -حرية التعبير لا تعطي الحق باهانة جنس بشري او ديانة-.
وفي نيويورك قال الامين العام لمنظمة الفرنكفونية الدولية عبده ضيوف ان بث الفيلم -روعه- مشيرا في الوقت نفسه الى ان على المسلمين المعتدلين الرد عليه بحوار بين الحضارات.
وقال الرئيس السنغالي السابق في مقر الامم المتحدة بعد اجتماعه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون -ان الخلط بين الإسلام والتطرف الاسلامي او بين الاسلام والارهاب امر غير مقبول بتاتا-.
واضاف -يعود للمسلمين الحقيقيين للمسلمين المعتدلين المشبعين من ثقافة التسامح (...) الرد في اطار حوار الحضارات لا في اطار صدام الحضارات-.
في السعودية اوصى خطيب المسجد الحرام في مكة الجمعة بالحوار للدفاع عن الاسلام ونبيه محمد غداة عرض فيلم فيلدرز.
وقال الشيخ عبد الرحمن السديس من دون ذكر الفيلم بالتحديد ان الامر -بلا شك طعنة للامة الاسلامية- معتبرا ان عرض العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز فتح حوار بين الاديان -من اعظم مآثر النصرة الجليلة-.
واضاف ان تلك المبادرة -تدعو الى التعايش الانساني الحضاري الذي يكفل احترام الرسالات وتوقير القداسات وتواصل الحضارات وتحاور كافة بني الانسان بما فيه رقيهم وامنهم وسلامهم وتواصلهم وتراحمهم-.
واقترح العاهل السعودي الاثنين حوارا بين الاسلام والمسيحية واليهودية في دعوة غير مسبوقة من المملكة.
وفي ابو ظبي دان وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد ال نهيان بث فيلم النائب الهولندي مشددا على وجوب عدم -استخدام حرية التعبير ذريعة للاساءة الى معتقدات الاخرين وللتحريض على الحقد-. ودعا -الشعوب والدول الاسلامية الى ممارسة ضبط النفس والرد على هذا التحريض بالحكمة والتروي-.
ودانت منظمة المؤتمر الاسلامي الفيلم واعتبرته -تحريضا على الحقد-. واعتبر الامين العام للمنظمة التي تضم 57 دولة اكمل الدين احسان اوغلي في بيان ان الفيلم -الذي يتضمن تشويها لصورة الاسلام واساءة الى القرآن- يعتبر -بمثابة اهانة لمشاعر المسلمين في العالم ويبلغ عددهم اكثر من مليار و300 مليون نسمة-.
واعتبر اوغلي الفيلم -عملا متعمدا يهدف الى التمييز ضد المسلمين واثارة الكراهية ازاءهم كما يعتبر تشويها للدين الاسلامي الغرض منه التحريض على اثارة القلاقل والاضطرابات وتهديد الامن والاستقرار في العالم-.
ودعا مسؤولو الجالية الاسلامية في هولندا الجمعة الدول الاسلامية الى التزام الهدوء والتحلي بالمسؤولية.
ويخشى المسؤولون الهولنديون ازمة دولية شبيهة بازمة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية حول النبي محمد لا سيما ان هولندا تلقت تهديدات بعد الاعلان عن الفيلم في تشرين الثاني/نوفمبر.
وبث موقع -لايفليك. كوم- مساء الخميس فيلم -فتنة- الذي ما لبث ان انتقل الى مواقع اخرى كثيرة معروفة عالميا مثل -يوتوب- وشاهده ملايين الاشخاص.
الا ان موقع -لايف ليك- الذي يتخذ من بريطانيا مقرا عاد وسحب الفيلم وقال في بيان نشر على الانترنت ليل الجمعة السبت -انه يوم حزين بالنسبة الى حرية التعبير الا ان امن موظفينا قبل كل شيء-.
واشار الى انه تلقى تهديدات -جدية جدا تستهدف موظفيه- مشيرا الى ان هذه التهديدات -لا تترك له خيارا آخر الا سحب الفيلم من الموقع-.
وقال غيرت فيلدرز لوكالة انباء -ايه ان بي- الهولندية انه يتفهم قرار الموقع مشيرا في الوقت نفسه الى ان -هذه التهديدات توجه ضربة خطيرة لحرية التعبير- ، على حد قوله .




الله يقلعهم اللي يسيئون للاسلام

كــُـونـوا بـخيـر أخوتي

الــفـارس