.. . انه الملك المتوج في جنان الخلد على أشراف اهل الارض وعظمائهم. انسان لا يملك غير اليقين.. بان خلف فكرة وجود الانسان, عظمة اله, اختص لنفسة بالكمال والتفرد. كتب بقلبه ولسانه, اعظم الآيات التي حفظتها الامة, وسارت خلفه مرددة, تـُسمع البشر والحجر, ان العظمة والكمال والبقاء لله. تجاوز المكان الذي حوى جسده, والزمان الذي اختزل حريته.. وحلق الى حيث ليس لأحدٍ اللحاق به. انها اسطورة بلال ابن رباح. وكتبت فقط لبلال "الحبشي".. انه الذي لا يمكن ان يفوز بما فاز به من بعده من اصحاب محمد عليه الصلاة السلام على عتاب جنات النعيم الا قلة من بني البشر. كيف لهذا الانسان البسيط, ان يرقى الى فهم الحقائق الكبرى في كون فسدت كل معارف اهله؟ وكيف ليقين صب في قلب هذا" العبد" الامي. ان تفتح له معارج العظمة واسرار السماء؟ فقط حين يدرك الانسان انه خلق لإمرٍ عظيم. فقط حين يعلم الانسان ان الظواهر العابرة لا تستقيم في مجمل امور ظاهرة اسمها الدنيا.. بل لان المثاقيل العظيمة, لا تتسع لفضاء الكون كله. فوحد الرب الذي هاجرة روح بلال اليه, ولم تعد لتسمع اصوات السياط. وهتف بالخلود الذي اخترق سبحات الاكوان, وحف بمسامع ملائكة الرحمان. انه بلال ابن رباح العظيم النور يوم القيامة.. ملك من ملوك الجنة, قاده اليقين الى اعلى عليين.. فكان له ما قال عند موته: "غدا نلقى الاحبة محمد وصحبه". فرضى الله عنه.. وصلى الله وسلم امام الامين محمد بن عبدالله.. الذي علمه ذاك اليقين.