أبدع عبداللـه الجمعة في جذب القارئ، حيث وضعه في مكان الصديق المرافق. شاركه أدق التفاصيل، وأمطره بمعلومات من هنا وهناك، بعيداً عن التبحّر. يدلي برأس الخيط وعليه المبادرة بالبحث إن أراد معرفة المزيد. واجه الكاتب عبداللـه الجمعة العديد من المواقف والمغامرات في أسفاره إلى أوروبا، ووثّقها في كتابه هذا. ضاع في غابة بريطانية، وقام برحلة بحرية في بحر البلطيق، و«قابل» السلطان عبدالحميد في اليونان، وبحث عن صاحبة رسالة منسية في كتاب قديم. يسرد الكاتب مذكراته الثرية بالمعلومات ويغلّفها بالثقافة والفكاهة والعبرة بأسلوب لطيف، يكشف به عن تجارب غنية. ومما زاد حكاياته إثارة أنه مسافر وحده. كما يتميز الكتاب بوصفه لأدق التفاصيل في محاولة لكي يشعر القارئ وكأنه كان هناك. وأبدع المؤلف في اختيار نهاية كتابه، التي قد تبكي البعض، والتي يصف فيها مرارة الغربة حتى ولو كان في السفر إثارة