بسم الله الرحمن الرحيم التنوع هو القوه هكذا نحن العرب ، نعاني من نوبات تهور احيانا ، و انه ليؤلمني حين ارى غالبيتنا(الشباب) اما متطرفون(قومياً او دينياً) بغوغائيه ، او منحلون اخلاقيا بفكر دخيل مشوّهٍ بخس ، و كل منها يعادي الاخر حتى القوميون والاسلاميون رغم الانسجام الكبير بين فلسفتيهما ، فنحن في العمل كمجموعه غالبا لا نعرف الحلول الوسط ، و لا نجيد التعامل بالوسطيه ، بل غالبا نجد كل منا متقوقعا على رأيه ، و يجادل لاجل الجدل و لا يظهر للوطن ادنى عمل . ان من يريد بناء الامه عليه ان يبني فيها روحا و ليس حزبا ، و هذا هو حال امتنا ، فنحن لا نعاني من فقر بقدر ما هو سوء توزيع للموارد المتاحة لدينا ، و نحن لا نعاني من ضعف جيوش بقدر ما نعاني من عدم وجود اراده لبناء قوه عسكريه رادعه ، ولا نعاني من عدم انسجام بقدر ما نعاني من عدم اراده في التقارب ، و لا نعاني من ردائة في ثقافتنا بقدر ما نعاني من عدم اتباع تعاليم ديننا و تقاليد اسلافنا المحمودين ، فإذن الماده الخام للنهضة بالامه موجوده و لكن استثمارها خاطئ . اذن نحن جسد امه فقط . و انه على كل من يقوم باعمار فكر اممي ان يتوقف مليا امام الاختلافات في الثقافات المطروحه على عقل ابناء امته ، و عليه ان يراعي ان التنوع الثقافي بينهم يجب ان يكون مصدر قوه ، واخص بالذكر التوجه القومي و الديني ، غير متجاهلا توجهات العقول و ميول الانفس نحو تيارات اخرى مثل الاشتراكيه و الراسماليه ، و لعلك سيدي القارئ ترى ان هناك تناقض في بناء دوله تجمع بين فلسفتين نقيضتين [الراسماليه ، الاشتراكيه] ، إنّ الدوله لو قامت على اساس الاشتراكيه بين اقاليمها و اقطارها و راسماليه في المعامله الدوليه لكان ذلك اقوى و اجدى نفعا و اكثر استقرارا لها ، مع القيام بالمقاربه بين فلسفة المنهجين و حماية هذه التعاملات دستوريا و قانونيا . علينا ان نفهم ان مجد الامه لن يكون بالالحاد بالاخر ، بل علينا الايمان ببعض و الايمان بان الجميع يسعى لنصرة الامه كما يترائى له طيف المجد القادم ، و ان اقصاء الاخر هو الذي اخرنا عقودا من الزمان و سمح للامم بانتهاش لحمنا ، ان الاختلاف يجب ان لايقودنا للخلاف ؛ بل للتوافق ، و ان ما لا يدكره القومي يدركه المتدين و العكس يصح و كذلك بقية التيارات ، فنحن نكمل بعضنا البعض و كل منّا يستر عيب اخيه . لهذا المبغى تظهر لنا الحاجه جلياً لبنّائون يبنون دستوراً عاماً ينظم العلاقه بين اقطار الامه ، و بناء نسيج دوله قادره على احتواء كل اطياف الفكر في هذه الامه دون ممارسة اقصاء الاخر، و هذا الدستور عليه ان يبرمج بحيث يقدم للدوله الطيف المناسب في الزمان المناسب متوافقا مع الحدث ، من خلال بناء مؤسسات الحكم و مؤسسات الشورى ، و مؤسسات التفاعل الشعبي . ان ممارسة اقصاء الاخر هي التي اودت بالعراق و سوريا و مصر في الهاويه عبر العقود المنصرمه ، حتى الفلسطينيين اقصوا بعضهم ونسوا حرب عدوهم و حاربوا بعضهم البعض على سلطة ليس لها اعتراف دولي اصلا ، مشكلتنا تكمن في عدم تقبل راي بعضنا البعض ، و يا عجباً عندما نلتمس الاعذار للاعداء في قضايا مفصليه . علينا ان نؤمن بالتنوع ، و يجب ان نتعلم أدب الاختلاف في المدارس حتى ينشا لنا جيلا قويا ناضجا ، قادرا على الحوار مع الاخر بحجه و قوه لا بالنباح . علينا ان نتصور الامه وهي تلبس اللبس العربي بالثوب و الغتره والعقال ، وايضا بصورتها باللحية الجميله و الوجه التقي الوقور ، وصورتها وهي تمسك القلم و تصعد للفضاء ، وايضا و هي بزيهاالعسكري المبرقع و الصحراوي تحمي الحدود . علينا ان نؤمن بان اختلافنا الفكري هو مصدر قوتنا و علينا ان نكون أُمَمِيِّين ، هذه رؤيا تضع البصمة الاولى لتناسق الفكر الاممي الاسلامي العربي . لكن ورغم كل ما سنكتب عن الوسطيه والحوار لن لن لن لن ننسى ابدا ابدا ان لهذه الامه المجيده أرضاً (فلسطين) أُخذت عنوةً ، وانها لن تعود بالحوار ما دام محتلوها اقوى منا . انا فقير لله و لكم بالمعرفه ، و انا شاكر لكل نقد بنّاء تقدمونه الي عبر هذا المقال ، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته