دورة الثواب والعقاب الهدف الأول أن تتعرف علي مفهوم الثواب والعقاب: يتحمل الآباء والمربون أمانة عظيمة ومسئولية جسيمة في تربية أبنائهم ومريديهم، وحتى يؤدي الجميع هذه الأمانة لابد أن يتعلموا كيف يحسنوا تربية أبنائهم، فقد تعددت أساليب وطرق تربية الأبناء ومنها قضية التربية بالثواب والعقاب، وأسلوب الثواب والعقاب من المبادئ التربوية الأساسية التي وضع لها الإسلام اعتباراً كبيراً، ولولا هذا المبدأ لتساوى المحسن والمسيء قال - تعالى -: ( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا المُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ)، وإثابة المحسن علي إحسانه وعقاب المسيء علي إساءته تتجلي في قوله -تعالى-: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) الرحمن 60، وقوله - سبحانه -: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) [الشورى 40]. وقد أورد علماء المسلمين مبدأ الثواب والعقاب تحت عنوان (باب الترغيب و الترهيب)، والترغيب والترهيب من أساليب التربية التي تعتمد على فطرة الإنسان ورغبته في الثواب والنعيم، ورهبته من العقاب والشقاء وسوء العاقبة. والترغيب والترهيب أسلوب قرآني في التربية، ففي الترغيب وعد بالإثابة و تحبيب في الطاعة، وفي الترهيب زجر عن الزلل والمعصية وتخويف من الخطايا والآثام، وقد استفاد علماء التربية والسلوك من هذا الأسلوب القرآني، وعليه وضعت أسس الثواب والتشجيع بطريقة معتدلة متوازنة، كما وضعت أسس العقاب ومراحله وشروطه. ويظهر الاهتمام بمبدأ الثواب والعقاب في قول أمير المؤمنين هارون الرشيد لمؤدب ولده (الأمين): (..ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه، وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما، فعليك بالشدة والغلظة) لذلك يجب على المربين من آباء وأمهات ومعلمين اختيار المبدأ الملائم في الثواب والعقاب، حتى لا يحدث نفوراً أو تهاوناً من الأبناء، وحتى يسهل تكوينهم وتربيتهم التربية الصحيحة وفق مبادئ الإسلام العظيم. و يعتبر علماء التربية أن الثواب والعقاب من أبرز أشكال التربية والضبط الاجتماعي وتوجيه السلوك، فالثواب يساعد في تثبيت السلوك السوي وتدعيمه، وتحسين الأداء وتقويمه.فحينما نكافئ أطفالنا على سلوكياتهم الحسنة ونقابلها بالاستحسان والقبول خاصة في سنوات العمر المبكرة، فإننا بذلك نبث الثقة في نفوسهم ونشجعهم على المزيد من التعلم الجيد والانجاز والالتزام بالفضائل، فقد كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يستخدم المكافأة والثواب في إثارة نشاط الأطفال للقيام برياضة السباق، ولكي يدعم هذا النشاط كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول لهم: ((من سبق فله كذا)) فكانوا يستبقون إليه ويقعون على صدره، فيلتزمهم ويقبلهم. أما استخدام العقاب فأوصي المربون بعدم اللجوء إليه وحده إلا إذا فشلت أساليب الترغيب، فالشكر والثناء والاستحسان وتقديم الهدايا البسيطة وغيرها يدفع الأطفال إلى المزيد من النجاح، أما العقاب وحده فإنه يدفع إلى الخمول وضعف الأداء وتثبيط الهمة، إن نتائج الدراسات الإنسانية والسلوكية توصي بضرورة الاهتمام أولاً بقضية الثواب والاستحسان، وتركز على الثواب؛ لعدة أسباب، منها الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب، أما الإثابة والاستحسان، ففيهما توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه، شريطة أن يكون الثواب على فعل حقيقي يستحق الإثابة، أو نتيجة ترك فعل غير مرغوب، أما الإثابة على غير سبب حقيقي، فإنها تفقد الثواب قيمته وأثره التربوي، ويجب مراعاة ما بين الأطفال من فروق فردية، فمنهم من ترهبه الإشارة، ومنهم من لا يردعه إلا الجهر الصريح، ولذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((علقوا السوط على الجدار وذكروهم بالله)) تأكيداً على التلويح بالعقوبة في حال تكرار الخطأ، وإن ترتب على التلويح بها التأدب وعدم الوقوع في الخطأ، فقد تحقق المقصوص وبالتالي لا يكون داعي للعقوبة؛ لأنها ليست هدفاً في ذاتها. الهدف الثاني أن توقن الأم أو المربية بالفروق الفردية بين الأبناء: سأبدأ بتعريفٍ للفروقِ الفردية: أعرفه بأنه هو التباين بين الناس، فقد نرى طالبا مستواه الدراسي متقدم على الآخر وقد نجد آخر له ذكاء اجتماعيا يفوق الآخرون وثالث له مهارات رياضية تميزه عن غيره وهو من سنة الله في خلقة فلولا هذا لوجدنا أن البشر جميعهم " شخص واحد"هناك فروق فردية بين الأطفال في طبائعهم ومزاجهم وميولهم وأخلاقهم ، فمنهم من تكفيه الإشارة ومنهم من لا ترعه المقالة ، ومنهم من يتألم إذا عوقب بالحجز آخر اليوم المدرسي ، ومنهم من يجد مسرة في هذا الحجز ، ومنهم من يحزن لمنعه يوماً من المدرسة ، ومنهم من يُسر كل السرور لغيابه عنها... وهكذا منقول لما وجدناه يتحدث في صلب الموضوع سائلين المولى ان يمنحنا الفائدة المرجوة منه تقبل مروري ,,, ابوغاده ,,,