الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله – سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين وبعد : ينبغي للمؤمن الذي آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياً ورسولاً أن يتحرى الدقة في أقواله كما يتحرى ذلك في أفعاله ولا يعتمد على تكرار ما يسمعه من عوام الناس أو من يدعون العلم والله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية رقم : 18 أي ما يلفظ من قول فيتكلم به إلا لديه مَلَك يرقب قوله , ويكتبه , وهو مَلَك حاضر مُعَدٌّ لذلك . * وقد سئل فضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله - : ما رأيكم في هذه العبارة (لا سمح الله ) ؟ . فأجاب قائلا : أكره أن يقول القائل ( لا سمح الله ) لأن قوله ( لا سمح الله ) ربما توهم أن أحدا يجبر الله على شيء فيقول ( لا سمح الله ) والله – عز وجل – كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : ( لا مكره له ) . قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (لا يقول أحدكم اللهم اغفر إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له ، ولا يتعاظمه شيء أعطاه ) والأولى أن يقول : (لا قدر الله ) بدلا من قوله : ( لا سمح الله ) لأنه أبعد عن توهم ما لا يجوز في حق الله – تعالى – ا هـ . * وسئل أيضاً – رحمه الله - عن قول القائل ( لا قدر الله ) ؟ . فأجاب بقوله : ( لا قدر الله ) معناه الدعاء بأن الله لا يقدر ذلك ، والدعاء بأن الله لا يقدر هذا جائز ، وقول (لا قدر الله ) ليس معناه نفي أن يقدر الله ذلك ، إذ إن الحكم لله يقدر ما يشاء ، لكنه نفى بمعنى الطلب فهو خبر بمعنى الطلب بلا شك ، فكأنه حين يقول : ( لا قدر الله ) أي أسأل الله أن لا يقدره ، واستعمال النفي بمعنى الطلب شائع كثيراً في اللغة العربية، وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة ا هـ .[ كتاب المناهي اللفظية لابن عثيمين – رحمه الله ]وبعد كلام الشيخ لا يبقى لمثلي شيءٌ أقوله والله أعلم. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين