بعض النّـاس يفرط في الثقة وفي مؤامنة الناس فلا يفكر في بــأس ولا ينشــد عن الأجناس ولا يأتــي إلى قلبه الوسواس وهذا ليس بمقياس ولكـن في بعض الأحيان تندس الأوباش خلف متاريس اللــؤم وعبر نوافـذ الظلـم : يحكى فيما يحكى أنّ قردا وقطـا كانا يعيشان في قصر رجلٍ غنيّ وكان هذا الغني بخيل’’ ومقتر وفي ذات يوم تركـ هذا البخيل لبناً على طاولة الطعام وأنشغل ببعض أموره.....!! فأضمر القرد’ في نفسه أنّ يشرب ذلكـ اللبن ولكن كيف ينجو من عصى الغنيّ البخيل الغليظة؟؟ ففكر ثمّ فكر ثمّ قال للقط : أنت تملكـ شاربين رائعين فلو طليتهما بشيءٍ من اللبن حتى يقويان ويزهو لونهما فيكون لكـ أجمل شاربين في الدنيا ؟ فرح القط ووفق على فكـرة صديقه القرد ..!! أنطلقَ القرد’ إلى اللبن فشربه كلّه ثمّ أخذ مابقي من اللبن وجاء به إلى القط وطلى به شاربيه ثمّ وضعه في الشمس حتى تيبس شارباه وأصبحت إزالته صعبة ولمّا حضر الرجل ووجد اللبن قد شرب نظر من الفاعل فوجد أثر اللبن على شاربي القط فأعتقده الفاعل ..فنزل عليه ضرباً بالعصى الغليظة وبعدها شعر القط بالحيلة وقال : { من سلم شواربه للنّاس ينداس} يأتي الحذر من مأمنه ويسبق الأجــل سببــه : لا تعجلنّ غلى شريعة مـوردٍ***حتى تبين صفحة الأخبـار لاتحمدنّ امرءاً حتى تجربه***ولاتذمنه من غير تجريب إذا أنكرت أخلاق الصديق فلست منه في مضيق فإذا رأيته من طريق فأجتنبه إلى طريق..!! أخي : الناس كإبل مائة لاتكاد تجد فيها راحلة كتب شيخ من أهل الرأي على باب داره : { جزى الله عنا من لانعرفه ولايعرفنا خيرا وأمّا أصدقاؤنا الخــاصة فـلا جزاهم الله خيرا , فإنا لم نؤت إلا منهم}