السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما نكون في مجلسٌ عام ونتطرق للحديث عن رجل غنيّ ،، أو عائلة ثريّة فإننا نجد من يعترض بالحكمة الشهيرة((الغنى غنى النفس)) وعادة لا يردد هذه الحكمة إلا من يعيش على بساط الفقر!! ومن إنقطعت أحلامه وتحطّمت آماله من غنى المال والثراء ،، ومن يقطع بوجهك حبال التسلّق والعصامية من أجل بناء الذات!! وقلّما نجد ثري يردد هذه العبارة والدين الحنيف حث على العمل وعلى كسب العيش وعلى طلب الرزق روى البخاري عن الزبير بن العوام أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره، فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه " ومع أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد سأل الله الغنى في الحديث الصحيح عن عبدلله بن مسعود رضي الله عنه: (( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو فيقول : اللهم إني أسألك الهدى والتقى , والعفاف والغنى )) رواه مسلم. ولكنه سأل الله في عدم الفتنة في الغنى وهي فتنة الإبعاد عما يقرب لله وإنشغاله بأمور الدنيا وغناها قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى ، وشر فتنة الفقر ، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم) متفق عليه. فهل الغنى غنى النفس؟ أم الغنى عن مساءلة الناس؟ وهل تكفي هذه الحكمة للعيش على كبد هذه الأرض بما فيها من غلاء ومتطلبات واحتياجات لكي تعيش كإنسان ؟ ؟؟؟؟؟