حتى لا ننتظر الثمر من أعجازِ نخلٍ مُنْقَعِر ولا نطلب الماء من أوحال الكدر ولا نرجو الحصاد من الأرض القفر ‘ حارت النفوس وهامت الأرواح وأُصيبت الرؤوس بالدوار نبحث عن المخرج وعند الله الفرج ومنه وإليه المفر ونحن عن بابه عازفون ولسراديب غيره سالكون وفي بحار ظلماتنا غارقون . ‘ . تعالت صرخات الأرض المباركة فلبّت لاستغاثاتها تعاليم التلمود ونفذ فصول وأد أحلامها العم سام بمخالب وأنياب الدب الروسي المتبلّد الأحاسيس إلا بنهمه للقتل والأكل وكل ما عدا ذلك تحكمهم سياسة القطيع خوفاً أو طمعاً بما فيهم القطيع العربي المنقطع النظير الذي يعلم ما يُساق إليه ولم يُطلق ساقه للريح هرباً من حتفه أو حتى يحركه رفساً كما تفعل العجماوت عند تسليط المدي على رقابها والمضحك المبكي أن منهم من اسمه منسوبٌ للعرب وهو أدق تعريفاً للضعف في عصره وأبلغ تعبيراً عن مدى هلامية كيانٍ تربّع عليه وهناً على وهن قد فُرِضَ قسراً وسُمى مجازاً جامعة وهو ضرباً من ضروب الفرقة والشتات ما انفكت تلازمه لعنة الولاءات وإن أبدى نفاذه إلى عالم الحرية والديمقراطية المزعومة والمتأمل اليوم لحال العالم بأسره ومدى حيرته إزاء هذه المعضلة يرى رسماً جلياً لبصمات الصهيونية الماكرة كتلك الموسومة على جسد فلسطين المكلوم لتحجم حنكة السياسة وفنون الدبلوماسية عن إغاثة الملهوفين وإنقاذ المنكوبين حتى تأخذ الدكتاتورية مجراها والوحشية سبيلها مضْياً على رقاب العُزّل وجماجم الأطفال ومن ورائها اقتداءً وامتثالاً وإيماناً واحتذاءً حميرهم من مجوس الفرس الرافضة ليجدوا الثناء والتبريكات بعيد النيروز من ناصية البيت الناصع البياض من كل معاني الفضيلة تقاطعاً لعقيدة الخرافة والضلال وكل هذا ليس ما نعول عليه أو نخشاه ولكنه ما نحذر من إتّباعهِ وتَبِعاته وإلا فمولانا الله ولا مولى لهم أما شر ما في الأمر فهو شلل الإحساس الذي تملك أعضاء ذلك الجسد الواحد فلم يَعُدْ أحدها يكترث للآخر فعندما تسلك بنا الأنانية ويبلغ منّا الوهن هذا المبلغ فعند ذاك غدونا قوماً بورا ‘ بئس القومُ نحن إن نمنا ملء أجفاننا ولم نتذكر إخواةً لنا خائفون بئس القومُ نحن إن أكلنا ملء بطوننا ولم نتذكر إخوةً لنا جائعون بئس القومُ نحن إن ضحكنا ملء أفواهنا ولم نتذكر إخوةً لنا يصرخون بئس القومُ نحن إن اطمأننا ملء أنفسنا ولم نتذكر إخوةً لنا مفتونون ‘ بئس القومُ نحن إن لم نشد المئزر ونلتزم محاريب الدعاء وننفض غبار الكسل ونتمرد على ظلمنا أنفسنا ونعتزل ظلمات المعاصي ونتحرر من أغلال الشهوات ألا يؤلمنا جرح ذلك العضو النازف أم لا يكفينا وعظاً ما يسجرون من أجله دفاعاً عن عقيدتهم واستبسالاً من أجل كرامتهم لقد تعذر علينا مجاهدة أعدائِنا فلا عذر لنا في مجاهدة أنفسِنا . طبتم وطاب ممشاكم