سب أحد الأمراء ، المعري أبا العلاء ، وهجاه أشد هجاء ، وسب أستاذه سيد الشعراء فقال أبو العلاء : لا تسبه أيها الأمير ، فإنه شاعر قدير ، ولولم يكن له إلا قصيدة، لك يا منازل في القلوب منازل أقفرت أنت و هن منك أواهل ففهم الأمير ماذا يريد ، لأنه قصد آخر القصيد ، وهي قوله : وإذا أتتـك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهـادة لي بأني كامـلُ وهذا أبو تمام ، وهو شاعر مقدام ، مدح المعتصم ، فما تعثر وما وهم ، يقول : إقدام عمرو في سماحة حاتمٍ في حلم أحنف في ذكاء إيـاسِ فقال الحارث الكندي ، ما لك قدر عندي ، أما تخاف ، تصف أمير المؤمنين بالأجلاف ، فانهد أبو تمام كالسيل معتذراً عما قيل : لا تنكروا ضربي له من دونه مثلاً شروداً في الندى والباسِ فالله قد ضرب الأقل لنـوره مثلاً من المشكـاة والنبراسِ وفد شاعر على وزير خطير ، بالمكرمات شهير ، فلما أبصر جلبابه ، وشاهد حُجّابه ورأى أصحابه هابه ، فأراد أن يقول مساك الله بالخير ، قال من شدة الخجل ، ومن دهشة الوجل : صبحك الله بالخير ،فقال الأمير : أصباح هذا أم مساء ، أم تريد الاستهزاء ، فقال بلا إبطاء : صبحته عند المساء فقال لي ماذا الصباح وظنَّ ذاك مزاحا فأجبتُه إشراق وجهك غرني حتى تبينت المسـاء صبـاحا منقول
لتواصل abomajeda@