بسم الله الرحمن الرحيم فائدة لطيفة : ولعلكم إذا تطيبتم بالبخور تذكرتم الفائدة ، فدعوتم لصاحبها قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى : حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأبو طاهر وأحمد بن عيسى قال أحمد حدثنا ، وقال الآخران أخبرنا ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه عن نافع قال : كان ابن عمر إذا استجمر استجمر بالألوة غير مطراة وبكافور يطرحه مع الألوة ، ثم قال : ( هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : " الاستجمار ": هنا استعمال الطيب والتبخر به مأخوذ من المجمر ، وهو البخور . وأما " الألوة " فقال الأصمعي وأبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب هي العود يتبخر به . قال الأصمعي : أراها فارسية معربة ، وهي بضم اللام وفتح الهمزة وضمها ، لغتان مشهورتان . وحكى الأزهري كسر اللام . قال القاضي : وحكي عن الكسائي ( ألية ) . قال القاضي : قال غيره : وتشدد وتخفف ، وتكسر الهمزة وتضم ، وقيل : ( لوة ولية ) . وقوله : ( غير مطراة ) أي غير مخلوطة بغيرها من الطيب . ففي هذا الحديث استحباب الطيب للرجال كما هو مستحب للنساء ، لكن يستحب للرجال من الطيب ما ظهر ريحه ، وخفي لونه ، وأما المرأة فإذا أرادت الخروج إلى المسجد أو غيره كره لها كل طيب له ريح ، ويتأكد استحبابه للرجال يوم الجمعة والعيد عند حضور مجامع المسلمين ومجالس الذكر والعلم وعند إرادته معاشرة زوجته ونحو ذلك . والله أعلم .
لتواصل abomajeda@