كان لأحد شيوخ البادية ابن عم شجاع ، وهو ذراعه الأيمن في كثير من المواقف ، وكان هناك من يطمح الى الوصول للمشيخة من القبيلة نفسها ، الا أن وجود ابن العم الشجاع كان العقبة الوحيده أمامهم فأوغروا قلب الشيخ بوشاياتهم وأكاذيبهم حتى صدق وكرهه وجفاه . وكانت إمرأة الشيخ راجحة العقل ، قد عرفت قصدهم ونصحت زوجـها أن لايستمع لقولهم في ابن عمه ، إلا أنه لم يأخذ بنصيحتها لأن الغيظ أعماه . أما ابن العم عندما شعر بالجفاء وأنه غير مرغوب بوجوده ، نزح إلى قبلية أخرى ولما يتصف به من شجاعه وخصال حميده وكريمه أصبحت له مكانه عالية في هذه القبيلة . أما الشيخ فما أن رحل عنه ابن عمه حتى وجد العصيان من جماعته ، وبالغوا في التمرد عليه ، وقد وصل الأمر إلى إهانته ومن ثم أخذوا السلطة منه فذكرته زوجته بنصيحتها وطلبت منه اللجوء لإبن عمه (( وفعلاً كان ابن العم عند حســن الظن )) حيث عاد وأسترجع السلطة .... وبعد أن أعاد للشيخ مكانتـه قال هذه الأبيــات : عليت يا شيــخ يجــي فيــه وسواس ______________ يطيــــع دقــة مهــــــزل في مـــوده الناس مثل الناس يامحذي الأفراس ______________ والبــــــعد يجلالك عن الكبــــد غده ويـش أنت خابــر يوم الأرياق يباس ______________ في يـــوم زملك شرعوا فيــــه ضده ألفيــت فوق مشمر تــــعطى الرأس ______________ مثل الفهد وذوابــــــه الجمع أصده