إن الله سبحانه وتعالى جعل أساسا للخلق له معنى ظاهر في نور وردي اللون شامل لكل قوة ونور ومنه خلق الكون كله فهو عدم في عـدم لا يــدرك بشــيء مــدرك ولا فــي المعنــى المفهوم خلق الله آدم عليه الســلام من تراب فــقال لــه كن فيكون وكان في جسمه نــور وردي اللون ولما بث الله من آدم زوجه أصبح لآدم عليـه الســلام قوة صفراء في جسمــه ولزوجه قوة بيضاء فكان المعنى في التحام النورين وبالمعنى الأول لا يفهم المعنى الثاني والعبادة أساسها هو إيصال النور الأبيض بالنور الأصفر وبهذا يتم وصــل الأمانــة التــي حملها الإنســان إذ كــان جهولا ولــم يكن يعلم أن المشكله في المعنيين أصلهما من المعنــى الثالث الذي ظاهره الغيبي في معنى النور الـوردي اللــون ولما نزل آدم عليــه السلام إلــى الأرض ومعه زوجــه والشيطان أصبـح للمثـلــث الحقيقي معنى آخـر بوجود الظلمــات فأصبح بين النور الأبيض والأصفر قوة الظلمات ووقع الإنسان في المشكل الذي أساسه أنه إذا أراد إيصال النور الأبيض بالنور الأصفر لابد له من المرور على قوى الظلمات حتـــى يتم وصل الأمانة وهكذا تغيرت الحقيقة وألبس الحق بالباطل فكانت الظلمات أصعب شــيء فــي معناه لأن بها يدعي الإنسان الأولهية ويكفر بالله ، فالظلمات حلت محل النور الوردي اللون لوم يكــن من الواجب السعي في البحث فيه لأنه أمر غيبي وأصبح الإنسان يبحث عن الــروح أصــل خلقته ثم يبحث في الكون والظلمات تنقسم إلــى ثلاث قــوات بالتطبيــق فالقــوة الأولــى تستعمل فيها الحركة الشاملة للجسم والقوة الثانية تستعمل فيها قوى العقـل والقــوة الثالثــة تستعمل فيها الرموز كتابة ونقشا إن حركات جسم الإنسان فيها سر لوجود نور في الجسـم والتغيير في الحركات كالتغيير في الصلاة وقد استعمل القدماء طرقا تطبيقية لتغــيير قــوى النور باستعمال وسائل خاصة في الجماع وبترتيب نماذج متناسقة في الحركات أما القــوة الثانية المطبقة لاستخراج الظلمات فباستعمـال وسائـل خاصـة أيضـا لتقويـة قـوى الحـواس وقوى العقل بطريقة ظن بها الناس أنها تمكنهم من خلاص الروح والرجوع إلى أصل إلهـــي مزعوم والمطبق يتصل بالباطن ويخيل إليه أن الكــون فيه وأن خـالـق الكـون يحـل فـي جسمه أما القوة الثالثة فتطبيقها يتم بتغيير ما أنزل في كتب الله بجعل أوضـاع فيــها رمــوز تسمَّــى بالطــلاسم وكل هذا سعيا وراء الخلود الغير الممكن بصفة نهائية ولـو لـم يبحث الإنسان في المعنى الثالث الشامل لمعنيين لما وقع في مشكله الحـالـي الــذي تطــورت فيــه الظلمات بصفة شاملة لكل تغيير وعلى المؤمن أن يفكر فـي الأمــر ويوجــه نفســه لوجهــة حسنة يرضاها الله وليحذر من التغيير الكامن في الحركات والتغيير المدرك بقوى العقل ثــم مــن التغــييـر الكامن في الرموز وكـل ما يفعلـه الإنسـان فإنـه مسؤول عليه وليعرف المؤمن أن الله لم يخلق شيئا عبثا وأن النور الكامن في الجسـم وجــب الحفــاظ عليه باتخــاذ طرق في الجماع أصلها من الدين وليتحرك بكل حركة استقامية وليكتب ما يسره أن يـراه يوم القيامة معروضا عليه كذلك وجب على المؤمن أن يجاهد في سبيل اللــه إن لــم يكــن جهاد ظاهريا فجهادا باطنيا إن فهم معنى المعنى لا يعنــي فهــم المعانــي ولا إدراك فهــم معاني المعاني فمعنى المعنى معناه كامن في ســر حركــة القوتين الظاهرتيــن فــي النــور الأصفر والنور الأبيض ولقد عبد الناس من قبل الشمس والقمر وجعلـت أصنــام ركــزت فيها قوى من ظلمات تضل الإنسان وإن إبراهيم عليه السلام سأل اللــه سبحانـه وتعالــى أن يجنبه عبادة الأصنام وذلك لوجود أثـر فيــها وفعاليــة في القــوة الكامنة فيــها وإن عبــادة الأصنام لا تعني إلا ما هو ظاهر فالذي لا يعبد الأصنام ظاهريا قد يكـون لــه اتصال معــها باطنيا والسر في ذلك هو سر الاستمداد والاستمداد إن لم يكن من النورين فإنه يكون مــن الظلمات والغائص في الظلمات يصعب عليه الخروج منها وإن الصــلاة لا تكفــي إن لــم يتوفر في الجسم نور فالمستمد من الظلمات تكون صلاته لغـير الله والمستمــد من نــور فإن صلاته لله لا شك في ذلك ولقد اختلطت الفهوم الدينيـة بفهـوم غيـر دينيـة وإنا نعـيـش عصرا بلغت فيه قوى الظلمات إلى الدرجة العاشرة والتي لا وجود لقوة أخرى بعدها وقد كملت الظلمات في معانيها والعصر الحديث شمل كل تغيير سابق عند كل الأمم وكل شـر يصاب به الإنسان فإن أصله من ظلمات وإن الفهم بعد كل ما ذكر لمفهوم ومعنــى المعنــى ظاهر في معناه إن المعاني تغيرت معانيها بدخول معنى أصـلــه من ظلــمات والظلــمات تطورت وما زالت تطور بكل تطبيق ليس له أصل في الدين وقوى الظلمات تزداد بازديــاد الآلات والمصانع وحتى لو كان ظاهرا أن الإنسان له نفــع فــي مــا يكتسيه فإن الضــرر أعظم من النفع في هذا الحال والعصر الحديث هو خلاصـة كل العصــور ولابد أن ينتظــر الإنسان اليوم الموعود لأن المعاني الأصليــة تغيــرت معانيــها وأصبح بين أيدي النــاس نماذج معرفة شائعة لم يكن لها أصل حقيقي واعتبـرت أنـها علـم أصـلـي لذا فالـمعانــي تغيرت ولكن معنى المعنى باق معناه إن الله سبحانه وتعالى غالب علــى أمـره لا يضــره شيء والحضارة الحالية لا تعني حضارة أصلية والإنسان يعذب بحكم إلهي يحكــم فيــه بعذاب على حسب ما بلغ إليه الإنسان ولم يؤمن ولكل شيء نهاية طبقا لما علم الله علــى أن الساعة آتية لا ريب فيها وخلق الله سبحانه وتعالى آدم من تراب ونفخ فيه من روحه ولم يكن المعنى أن لله روحا من نفسه وقد أظهر الله معجزة عند عيسى عليه السلام إذ خلق مـن الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فكان طائرا بإذن الله ولم يكن عيسى عليه السلام خالــقا بمعنـى الخلق والإبداع لأن الله سبحانه وتعالى ضرب مثلا أم مثل عيسى عند اللـه كمثـل آدم خلقــه من تراب فقال له كن فيكون والله بديع السماوات والأرض أوجدها ولم تكن موجــودة لا في العدم ولا في وجود عدمي قبل الوجود الوجـودي الظاهــري أو الباطنــي لذا فالإبــداع إبداع في معناه الذي لا وجود فيه لمعنى قبل المعنى والشــيء بعــد الإبــداع يكــون خلــقا فيخلق الخلق في عالم الإبداع والاختراع والإنسان لا يخلق شيئا كخلق بمعنى خلق فيــه إبداع ولا يمكن أن نغير لغة بنطق معناه خلق أو إبــداع أو اختــراع ولا يختــرع الإنسان شيئا ولكن ما خلق الله في الظاهر والباطن ويكتشف مصدرها من عالم الأشياء الموجـودة في الوجود لذا فكل ما في الأرض موجود في السماء لأن في السماء كل مـا وعد الله بـه كذلك هو الأمر قبل وجود قلم فوق الأرض فكر الإنسان في وسيلة نقــش وكتابــة فاكتشــف الإنسان بعقله أشياء جعل منها قلــما وأشــياء أخرى جعل منها لوحا وتطور الأمـر إلــى أن أصبحت من الأقلام أنواع ومن الأوراق أصناف والكل راجع إلى أصــل كان فيـه معـنـى الإبداع فالله هو المخترع بديع القلم واللــوح وهــو البديــع بــديع الســماوات والأرض فالعقل له اتصال بعالم باطني أودع الله فيه من كل ما خلق في صور من نور لها أصل فــي العالم الغيبي الغائب عنا والمعلوم في الجنة لهذا فإن الإنسان ليس له اختراع ولا يكـــون له إبداع بل الإنسان يستخرج بالعقل صورا الأشياء لازمــة لعيشــه ويجعــل لــها صبغــة مغايرة للأصل تقريبية فـي المعنــى والإنســان في معنــى المعنى لم يختــرع طائــرات ولا غواصات ولا صواريخ ولا شيئا مما بين يديه لأن كل شيء بين يدي اللـه واللــه لم يكــن مسبوقا في شيء بل الطائرات صورة لشبهها لها معنى في المعنى الأصلـي الموجــود فــي الجنة والإنسان استخرج شيئا مشابها لشيء هـو عنــد اللــه وظهر هذا الشيء على شكــل طائرة نعرفها اليوم لذا فإن معنى المعنى كامن معناه في أن المؤمن يؤتى في الجنة مـا هــو متشابه في الأرض له شبه لم يكن معنى المعنى وهذا شأن الغواصـات والصواريـخ وكـل ما تملكه يد الإنسان وما ملكته في كل العصور والإنسان فــوق الأرض كل محــاولاته لــها معنى واحد معناه : أنه يريد أن يجعل جنة فوق الأرض ويخلد فيها ويجلب إليها السعادة ولن تكون الأرض جنة وحتى لو استطاع الإنسان أن يجعل فيها شيئا فإن ذلك يكـون شبــها للجنة فقط والله يحطم هذا الشبه لأنه كفر بما عند الله لهـذا لـم يستخـرج الأنبـياء قوانـيـن آلات حتى لا يتمتعوا بما لم يكن حقيقيا في أصل معناه يعني معنـى المعنــى واللــه يقــول للكافرين إنهم اخذوا نصيبهم وتمتعوا في الحياة الدنيا والإنسان يحسب أن ما يمده به الله من متاع هو خير بل هو شر لمن لم يؤمن بالله فكان المعنى أن الإنسان اليوم وقع فـي مشكــل لا يمكنه الخروج منه إلا بفناء الحياة الدنيا وقد كلف الله سبحانه وتعالى ملكين ببابل هاروت وماروت يعلمان من أراد أن يكفر بالله فهما فتنة وبما يتعلمه الإنسان منهما تستخرج كل الاكتشافات الظاهرة كالآلات وتعرف كل الفلسفات والتغييرات الدينيــة والأمــر بسيــط للاتصال بهما لأن الإنسان له اتصال باطني شعوري ولا شعوري والله سبحانــه وتعالــى جعل علم الأفكار وأودع قوى الأفكار في أرض فالكافر لـه اتصــال بــأرض الظلمــات يستخرج منها كل وسائل الإلحاد والكفر والشرك يظهر ذلك في أفكاره وتصرفاته وأعمالــه والمؤمن له اتصال بأرض النور يستخرج منها كل الوسائل التي لم يجعل فيها اللـه كفــرا وبين أرض النور و أرض الظلمات توجد الجنة : ونرجع إلى الفهم الثالث وهو كما هو ظاهر هنا أن بين المعنيين معنى ثالثا يعني الجنـة إذ فيها ما في أرض النور وما تمناه الإنسان مما في أرض الظلمات فالجنة عرضها السماوات والأرض وأرض النور فهي محجوبة وأرض الظلمات كذلك واللـه سبحانـه وتعالى أودع كل ما أبدع في أماكن في الكون يستمد منها الإنسان فيكون سر اختراعه إما فـي الأرض أو في السماء فالأرض لا نهاية لها في وسعها رغم وجود حدود في أبعدها إن قوى السمــع والبصر موضوعتان في أرض كذلك والبالغ في العلم يدرك المعنـى بمعنــى أن الإنســان ليس له اتصال بانفصال مع الخالق ولا انفصـال باتصــال والأراضــي التــي يستمــد منــها الإنسان قواه كلها هي قطع كذلك متجاورة وكل واحدة منها تكبر الأخرى بمائة مرة إلى حد بشكل دائري وهذا الحد لم يكن حدا نهائيا لأن الأرض لا نهاية لها في امتدادها وهذه القوى الخاصة بمن فــي الأرض مــودعة فــي الأرض الأولــى وتــرتيـب قطعـهـا كـتـرتـيـب العروش حول الكرسي أما الأراضــي الستة الأخرى فهـي طبقات واحدة فوق الأخرى والمهم في الفهم الأول معناه أن الأرض حـولها قــوة تشبــه الســراب الحاجــب عن رؤيــة الأرض وواقعها وموقعها الأصلي في الأرض الأولى : إن الأرض التي نعيش على سطحها ما هي إلا قطعــة مــن القطــع العديدة المتجاورة والتـــي مستقرها كلها فوق الأولى وبين هذه القطع كلها قوى سراب يجعلها كنجوم بعيدة عن بعضــها البعض : إن المؤمن بالله يؤمن بما في كتاب الله ولا يفسره على حسب هواه وقــد ذكر اللــه سبحانــه وتعالى في القرآن ذا القرنين عليه السلام بلغ إلـى مغـرب الشمس فوجـدها تـغـرب فـي عـيـن حمئة ووجد عندها قوما ، ووجد قوما آخــرين عند مطلع الشمس ،والذيــن عرفوا الحق مــن بعدما أظهره الله فإنهم لا يغيرون معنى المعنى ولا يؤمنون بغير مــا أنــزل فــي الكــتاب والقطع الأرضية كلها محجوبة عنا والقطعة الأرضية الوسطى تكبر القطعة الأرضية التـي نعيش على سطحها بمائة مرة ومطلع الشمس قطعة تكبر القطعة الوسطى بمائة مرة وبعد هذه القطع ثماني قطع أخرى تكبر القطع المتجاورة الأولى وكل واحدة بمائة مـرة وكلــها مسكونة كذلك فالفهم واضح وترتيب القطع المتجاورة سيرته ثمانـي قطــع بثمانــي قطــع مفصولات عن بعضها البعض إن القطعة الوسطى والثماني قطـع حولــها المحاطــة بقــوى السراب هي القطع الأرضية المتجاورة الأولى ومطلع الشمس ومغربها والستة قطع حول القطع الأولى هي القطع الأرضية المتجاورة الثانية أما القطع الثمانية الثالثـة فرسمــها كــما يلي : في هذا الرسم أظهرنا موقع القطعة الأرضية التــي تسكنــها دابــة تخــرج للــناس فتكلمهــم وأظهرنا كذلك موقع أرض السمـع وأرض البصــر والقطــع التــي لــم نذكــر عنــها شيــئا فموضوعها موضوع آخر وبعد القطع الثالثة تأتي قطع ثمانيـة أخــرى فيها نــور القــرآن الكريم وهي غير محصورة ومن بينها توجد قطع فيها السبعة أبحر والقطع التي توضـع فيها أرواح البشر وقطع خاصة بالملائكة عليهم السلام إن أرض الله واسعة وملكه أوســع بكثير إن لله ملكا عظيما لا يحصيه الإنسان وهذه القطع الأرضية قد بلغ إليها ذو القرنيـــن عليه السلام والمتصل بالباطــن يراها كلـها دون أن يتجاوز العلم الــذي بلــغ إليــه الأنبــياء والمرسلون عليهم الســلام ونقــف عنــد هــذا الحــد مـن الفهم في ما يخص القطع الأرضية المتجاورة والمحجوبة عن الإنس والجن فالسبعة أبحر تمدها أبحر أخرى من بعدها وكـان عرش الرحمن على الماء أساسه كله ماء ومن الماء جعل الله كل شيء حي أما السمـــاء وما فيها فمختلف عما في الأرض فيها المعصرات وفيها جبال أخرى غير الجبال التــي نعرفها ونراها راسية وهي تمر مر السحاب فالعالم كله له واقع آخر مغاير لما نظنه واقعا ولا يمكن لمخلوق أن يعطي علما عن الأرض أو عن ملك الله إلا أعطاه الله ولا يمكن لأحـد أن يعرف شيئا فوق الذي عرفه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام فمعنى المعنى ثابت معناه أن الإنسان لم يؤت من العلم إلا قليلا ليقرأ الإنسان القرآن لعله يستفيد كثيرا والذين كفروا يستعجلون عذاب الله والله سبحانه وتعالى قد ردف لهم الذي يستعجلون وجعل لهم عذابا في الحياة الدنيا في مكان خصه لهم في أرض السد وهي القطعة الوسطى المحاطة بالثماني قطع الأولى : إن السور المربع سور كبير ذو علو شاهق مبني في القطعــة الأرضية الوسطــى والتــي تكبر الأرض التي نعيش على سطحها بمائة مرة أمر بنيانها موضوع آخر إنما المهـم هـو أن السور خاص بالعذاب يعذب فيه القوم الكافرون ومنهم أئمة الكفر بصفة خاصة ، كعاد ، وثمود ، وفرعن ، وهامان وقد سجن فيها يأجوج ومأجوج وأئمـة الكفــر يعذبهــم ملائكــة العذاب في الحياة الدنيا فبعد موت الكافر ينشأ مرة أخرى في أرض السد فــي جســم ثــان ليعذب بكل أنواع العذاب قبل عذاب الآخرة وفي السد أماكن خاصة بتعذيب الكافرين كافة دون أئمة الكفر ولا يعذب في السد الموتى فقـط من الكافرين بــل الإنسان إن كفــر يدخــل أرض السد عند نومه والله يتوفى الأنفس عند منامها وينشئها في جسم آخر لتعذب وهــــذا دون شعور الكافر لأن الله سبحانه وتعالـى يقطــع الحبل المــوصل للإدراك واليوم فــي أرض السد مقداره ألف سنة مما نعد وهذا أمر بسيط فالأيام في القطع المتجاورة متفاوتــة في ما بينها والأرض المباركة اليوم فيها مقدار أثنا عشر يوما مما نعد ، وأرض الجن اليوم عندها بخمسمائة سنة عندهم والله شديد المحال فعال لما يريد ذو بطش شـديــد فالكافــر لا ينجو من العذاب في حياته أو في مماته وكما هو معلوم ومعـروف فـإن المتصـل بالباطـن يعلم أنه بالإمكان أن يكون للإنسان جسمان في آن واحد ويقطع الوصل بينهما فلا يـــدرك الإنسان أن له جسمين والله لم يكن مسبوقا لينشئنا في ما لا نعلم والله سبحانه وتعالى قـادر أن يمسخ الإنسان على مكانته فلا يستطيع مضيا ولا يرجع وقد جعل من الذين كفروا القردة والخنازير وعبدة الطاغوت والطاغوت هم أحياء في أرض السد يعذبون وفي نفس الوقت يمدون من يعبدهم ويستمد منهم فَهُمْ في طغيانهم يعمهون والله سبحانه وتعالى جعــل مــن بين أيدي الكافرين سدا ومن خلفهــم ســدا فهم لا يبصرون والأرض سدت من كل جهــة لا يمكن الخروج منها سدت بنـور كالســراب وهو مانع نشبهــه بالزجاج تدخل منه أشعــة الشمس دون التمكن من الخروج من الأرض والجن لمسوا السماء فوجـدوها ملئــت حــرسا شديدا ووسائل الجن أغلب من وسائل الإنس وهم أقوى بحثا في الفضــاء ولا يجتــازون الحجاب الأول الذي هو فوق الأرض والله سبحانه وتعالى جعل الشمس تجري لمستقر لها والقمر قدره منازل حتى عاد كالعرجون القديم : إن الشمس تجري من مطلعها لتستقر في مغربها حيث تغرب في العين الحمئة ولن يكـون الأمر معناه كما هو معروف اليوم بمعرفة لا أصل لها في الديـن بل اللــه سبحانــه وتعالــى أعطى علما في القرآن وجب الإيمان به إيمانا بالغيــب ولــن يستطيـــع الإنســان بالوسائــل الحديثة أن يعلم ما أخفى الله في كونه لأن الكون ملك الله ولا يمكن للكافر أن يعلم شيئا من علم الله بل الكافر في ضلالة والمؤمن ليس من واجبه أن يتخــذ الكافريــن أولياء ليعلمــوه شيئا ومعنى المعنى معناه الشامل هو أن ما يدلي به الكافرون من علم فهـو غير صـحيــح ولن يكون صحيحا أبدا مهما بلغ الأمر بدلائل لم يكن مثلـها كمـثـل المعجــزات وإنــه لا يؤمن مكر الله إلا القوم الخاسرون