وإذا أردت أن تنتصر فانتصر على نفسك أولاً بعدم ظلمك غيرك فقد قيل : تعلمت كيف أكون مظلوماً فانتصرت فإذا انتصرت لا تتكبر بل اجعل التواضع مسلكك في أمورك كلها التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة لا أعظم من قلب نزيه متواضع ولا يأتي الكبر والترفع على الناس إلا من جهل فالجهل مصيبة فإياك أن يصفك الناس بالجهل و الصغر والجهل مطية من ركبها ذل ومن صحبها ضل والجهل موت الأحياء ومن الحكمة أن تحافظ على نفسك باحترامها كي يحترمها الآخرين حين تفقد احترامك لنفسك يكون من الصعب على الآخرين أن يحترموك واطلب الحكمة دائماً وظن نفسك أنك مفتقدها العاقل يجاهد في طلب الحكمة والجاهل يظن أنه وجدها ليس سقوط المرء فشلاً إنما الفشل أن يبقى حيث سقط ولكي تجد نفسك بعيداً عن الفشل على قمة النجاح انظر إلى الأمام دائماً فإنك لا ترى الفشل وجد الباحثون أن الناس الرحماء هم أكثر الناس بعداً عن الاكتئاب والإحباط واليأس ومن هنا ندرك أهمية قوله تعالى عن القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) وربما ندرك بعد هذه الحقائق لماذا بدأ الله أول صفة له في كتابه باسمين هما (الرحمن الرحيم) حتى إننا لا نقرأ القرآن إلا ونبدأ بهذه الآية العظيمة ولا نصلي ركعة إلا ونبدأ بها ولا نأكل أو نشرب أو نفعل أي عمل إلا ونبدأ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) لتبقى الرحمة في أذهاننا ليل نهار فتصبح جزءاً من حياتنا