.الحكم والأمثال هي تجارب لبشر مرّوا قبلنا قد يخطئون وقد يصيبون وكلامهم ليس من التنزيل حتى يُنزَّه عن الخطأ إن كثرة جريان الأمثلة على ألسنة بعض الناس تبعث في المجتمع بلادة فكرية وقناعات زائفة وهؤلاء الذين يرددون ما يسمعون دون أن يعوا حقيقة ما يقولون هم "النمطيّون" تنظر هذه الفئة إلى الأفكار الجديدة نظرة المرتاب وترمي أصحابها بالخروج عن "الأعراف" هؤلاء يرون أن السلام كامن في البساطة وهم يخلطون بين البساطة والسطحية • البساطة: أن تقوم بعمل عظيم دون تكلّف • السطحية: ألا تقوم بعمل • عندما ينتشر وباء النمطية في المجتمع تسوده البلادة ويغزوه الجهل فالنمطي يقرأ ما يُراد له لا ما يريد لنفسه ويناقش مثلما تعلّم في المدرسة والجامعة برضى مزيّف عن الذات إن قتل الأفكار واغتيال الآراء وإخماد الحوارات البنّاءة هي أفعال نمطية تُمارَس بحجة الحفاظ على عقول الناس لكن عقول الناس لم تُخلق لكي نعاملها كالبهائم بل خُلقت لتنطلق وتفكّر وتضج فيها أصوات الأفكار الحرة النمطيّون لا يسألون الله إلا حسن الخاتمة والنجاة من النار وينسون أن يسألونه علمًا وفهمًا وتطوّرًا وبنية تحتية وتكنولوجيا حديثة واستقرارًا سياسيًا وازدهارًا اقتصاديًا فالموت عندهم راحة من كل هذا النمطي قد يبني بيتًا لكنه لا يبني مدينة قد يزرع شجرة لكن لا يزرع حديقة النمطيّون لا يعلمون ،، ولا يريدون أن يتعلموا .. ويحبون أن يصنّفوا كل ما يجهلونه تحت باب "علم لا ينفع" إن النمطية داء حضاري وعبودية لا يراها الإنسان لوّن حياتك وتحرر منها ولا تخش أن يقال عنك مجنون