الربابة: تعتبر آلة الربابة سابقا وسيلة ترفيهية لطيفة يطرب لها أهل البادية، وهي آلة فردية تتألف من هيكل مصنوع من خشب وجلد يغطى الهيكل ثم الوتر المشدود المأخوذ من شعر ذيل الفرس مرفوع بواسطة قطعتين خشب متقاطعتين بالاضافة الى العمود الرئيس الذي يشد اليه الوتر، وهناك جزء آخر مكمل للربابة وهو القوس المصنوع من عود الخيرزان، مقوّس عن طريق الشعر المربوط بأطرافه. وآلة الربابة سابقا رفيقة المجالس، تؤنس من يمارسها ومن كان في المجلس وخاصة فترة الليل، ولهذه الآلة ألحان خاصة وأشعار بأوزان خاصة. ويسمى أداء الربابة «الجرّة» ومعناه جر القوس على الوتر، وللربابة أغراض متعددة تُعبِّر عما يجيش في صدر مستخدمها أو يمارسها، أما جرات الربابة وألحانها فهي متعددة وأهمها: - الجرة الشرقية: ومن النماذج الشعرية لهذه الجرة قول الشاعر الظلماوي: يا كليب شب النار يا كليب شبه عليك شبة والحطب لك يجابي وعليّ أنا يا كليب هيله وحبه وعليك تقليط الدلال العذابي شرقية يا كليب صلف مهبته ريحة نسمها تقول سم دابي - جر نمر بن عدوان: وهي قريبة من الجرة الشرقية، وسميت بذلك نسبة للشاعر نمر بن عدوان الذي فقد زوجته، وأبدى حزنه الشديد عليها فأخذت ألحانه على الربابة طابع الحزن والألم، فأصبحت هذه الجرة خاصة به. يقول نمر بن عدوان: أعول عويل الذيب ليل ونهارا واحن حن الجيد ثاو على الدار على حبيب بالترايب توارا خلاني مشتاق وحيد ومحتار وهناك العديد من الجرات على الربابة، مثل المسحوب والهجيني وغيرها. ومن النماذج الشعرية عليها قول الشاعرة: نفسي تمنيني رجال الشجاعه ودي بهم مار المناعير صلفين ما أريد مندس بوسط الجماعه يرعى غنمهم والبهم والبعارين واليازفرته صار قلبه رعاعه يقول يا هاف الحشاء ويش تبغين وان قلت له هات الحطب قال طاعه وعجل بتحضير الصحن والمواعين ولو ضربته واشدآنا في كراعه لا هو يشاكيني ولا الناس دارين القصيد: وله عدة مسميات ومناسبات وألحان متنوعة فمنه: - الهجيني: وهو لحن معروف عند رعاة الإبل ويجر على الربابة ويمارس بشكل فردي أو جماعي للترويح عن النفس. ومن نماذجه قول الشاعر: يأهل الهوى ما بقى بي روح وأشوف أنا الشوق مرتاحي يازين حبك يجوحن جوح جوح المواز للارواحي اللي ذبحني بلا مصلوح عسى الغنادير للماحي وقال آخر: طلعت أنا مرقب عالي من ضيقة الصدر يا مفضي ربي بلاني بعريض أكتاف والزين ما دبّره حظي - الحداء: وهو قصيد أهل الخيل أثناء هذبها، وله ألحان خاصة، ومن نماذجه الشعرية قول الشاعر: يايمه هذي مهيرتي تسلم وأنا خيالها لا شري لها شف حرير ريش النعام قذيلها يا شيخ ما جنك علوم عن عركة صارت شمال تعلقت فوق الضحى وما فكها كود الظلام وقال الشاعر: يالعنبو مرة الذليل وشوله تكحل عينها لا عاد ما يروى السليل لا واحسايف زينها