.


طرد الرسول عليه الصلاة والسلام وحوصر في الغار هو وأبو بكر رضي الله عنه فقال له ابو بكر يارسول الله لو رأى احدهم لموضع قدمه لابصرنا . فقال له الحبيب عليه الصلاة والسلام ماظنك ياابا بكر باثنين ثالثهما الله . طرد بأبي هو وأمي من مكة فنظر الى مكة التي بها مرابع فتوته عليه الصلاة والسلام فدمعت عيناه وقال والله لو أن اهلك ماطردوني ماخرجت . شقت رباعيته . ربط الحجر على بطنه . نام على حصير حتى ظهرت معالمه في ظهره الشريف . فلم يعرف عليه الصلاة والسلام الياس ولاكنه صبر واحتسب ودعا ربه . وجاهد نفسه وصارع الوقت وظروفه وفي كل مرة يقول صبر جميل وبالله نستعين . وفي كل مرة يرفع يده الطاهرة في ظلمة الليل وهو يقول نصرمن الله وفتح قريب . وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون . فقد علم ان النصر وتحقيق الاهداف لا يأتي الا بالدعاء والعمل وهو المعصوم عليه ازكى الصلاة والتسليم حتى فتح اكبر دولة عرفها التاريخ ونصره الله نصر مؤزر وذلك بفضل الله ورحمته ثم الدعاء له سبحانه. واستطاع ان يقدم للتاريخ اروع قصص البطولات والتضحية والصبر مع الدعاء . اذا لا يأس والله يدعى . لاتياس اخي الكريم فربنا مطلع . اذا ضاق بك الرزق . اذا فقدت حبيب . اذا حصلت لك مظلمة من أحد . اذا اصبت بمكروه . اذا ابتليت بصحتك . لاتيأس فالله معك . ارفع يديك في ظلمة الليل واطلب ماعند الجبار واترك ماعند الخلق فالله قادر وكيف لا فقد (خلقك من العدم . وكسى العظام لحم ) اليس بقادر على تفريج الهم . انه الله . قال سبحانه (ادعوني استجب لكم) حقا لايأس والله يدعى . قم الان توضأ واسجد للجبار خضوعا وخشية عل الله يفتح لك ابواب الفرج وهو قادر سبحانه . اترك اليأس فلا جدوى من الحديث فيه لأن القنوط والياس ليس من صفات المؤمن الحق . فما بين غمضة عين وانتباهتها .. يغير الله من حال الى حال .عسى فرج يكون عسى . نعلل انفسنا بعسى . فان لاقيت هما يقبض النفسا . فاقرب مايكون المرء من فرج اذا ياسا .