منتدى بني عزيز الرسمي  من مطير

منتدى بني عزيز الرسمي من مطير (http://www.azizenet.net/vb/index.php)
-   هطول مختلف(يختص بالمواضيع العامه) (http://www.azizenet.net/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   يوم الوطن (http://www.azizenet.net/vb/showthread.php?t=16636)

الليث 09-21-2012 02:28 PM

يوم الوطن
 

نحبّك يا وطن .. وكيف لا نُحبّك !!

https://mail.google.com/mail/u/0/images/cleardot.gif



قالوا: الوطنية تعبيرٌ قوميّ، يعني: حُبّ الشخص وإخلاصه لوطنه، ويشمل ذلك الانتماء إلى الأرض والناس، والعادات والتقاليد، والفخر بالتاريخ والتفاني في خدمة الوطن، وقد وُجدت فكرة الوطنية خلال كل العصور، وبين كل الشعوب، والدليل على هذا أن الشعور العالمي موجودٌ في آداب كثيرٍ من الأمم، فكثيرٌ من الأعمال الأدبية البارزة تمجِّد إخلاص الناس لبلادهم، واستعدادهم للموت دفاعاً عن حريتها وكرامتها *.
هذه هي الوطنية بمفهومها العالمي العريض، الذي تشترك فيه كافة الشعوب، على اختلاف توجهاتها وتعدُّد مِللها ونِحَلها .. فأين موقعها داخل نفوسنا كعربٍ أقحاح استنارت قلوبهم بنور الوحيين؟!
إن وطنيتنا تعلو وتعلو على غيرها من الوطنيات، لأنها وطنية أرضٍ وسماء، وطنيةُ أرض درجنا عليها ونهلنا من خيراتها، ووطنيةُ سماءٍ مُباركة، تنزَّل الوحي علينا من خلالها، فكوَّنت لنا خاصية لم ينلها غيرنا ..
فإذا تفاخرت الأمم بأمجادها العِظام وذكرياتها الخالدة، فنحن نفخر أن هذه الأرض هي مهبط الوحي ومُحتضن الرسالة، فأي حدث عالمي مهما بلغ حجمه وعظم أثره يُضاهي هذا الحدث ويوازيه في علو قدره ..

وإذا تفاخرت الأمم بأبطالها وقياداتها، فنحن نفخر بأن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم بلا مُنازع مشى على هذه الأرض، ومنها انطلق أصحابه الكرام إلى كافة البقاع ينشرون النور ويطفئون الظلام ..
وإذا تفاخرت الأمم بتراثها وآثارها، فنحن نفخر بأن أرضنا احتضنت أشرف بقعتين على وجه المعمورة ، مكة المباركة، ومدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ..
وإذا تفاخرت الأمم بكنوزها وخيراتها وعُدّتها وعتادها، فنحن نفخر بأننا نحمل أعظم الكنوز وأقوى الأسلحة، وهو تمسُّكنا بهذا الدين العظيم، وتطبيق شرع ربنا، الذي مازالنا نزداد به رفعة، ونعلو به شأناً، رغم أنف كل حاقد وحاسد ..
ولأن هذه أرض البطولات، ومنبع الخيرات قيض الله له من يحمي حماها، ويدافع عن ثراها، ويضيف إلى سجلات تاريخها الخالدة سيلاً جرَّاراً من البطولات العظيمة، والآثار العريضة التي لا يجحدها إلا مُكابرأو مُعاند، سطرها لنا قائدنا ووالدنا الملك عبد العزيز يرحمه الله، والتي كانت بحقَّ امتداداً لسيرة من سبقوه، وارتساماً لخطاهم، وتخليداً لذكراهم..
لذلك نُحبُّك ياوطن، ونفخر بانتمائنا لك.. وكيف لا نُحبُّك! ..
فعلى أرضك الطّاهرة درجنا، وبين أكنافها نشأنا وترعرعنا، ومن مَعين خيراتها نهلنا، فولاؤنا لك سيظلّ حاضراً في قلوبنا ما عشنا، لا تزيده الأيام إلا نماءً وزهاءً .. ولكنه حُبٌّ يليقُ بك كقَامة سَامقة نطمح لها بمزيد رفعة العام تلو الآخر، ويليقُ بنا كأبناء بَررة يحفظون الجميل، حُبٌّ يا وطني تترجمه الأفعال، لا مُجرّد عباراتٍ باهتة نُردّدها، أو شعاراتٍ زائفة نرفعُها.. وهذا الحُبّ لا يُمكن أن نختصره في لحظة، أو نختزله في يوم، ثمّ يعودُ كُلّ منّا إلى شُغله، لا وربي، بل هو باقٍ ما تردّدت فينا الأنفاس، وتتابعت علينا الأوقات ..
نُحبُّك ياوطن، وكيف لا نُحبُّك! ..
فنحن أبناؤك وسواعدُك التي لم ولن تخذلُك يوماً، وهذا الحُبّ يا وطني يدفعُنا إلى أنّ نَمحضك النصيحة دون غرضٍ أو تدليس، ونجهد لك الرّأي ديانة، ثمّ حُبّاً وولاء، ويجعلنا نغار عليك من أن يُنتهك لك حَقّ، أو تُداس لك حُرمة، وصمتنا عن المُتجاوز والمُتلاعب خيانةٌ كُبرى لوطنيتنا التي بها نفخر ونُفاخِر ..
نُحبُّك ياوطن، وكيف لا نُحبُّك! ..
لكنهم خطفوك منّا وأقصوك عنّا، ألا ترى يا وطني أنّ المسافات بيننا تزداد اتساعاً اليوم تلو الآخر، باعدوا بيننا وبينك، فما عُدنا نَراك إلا في المواسم، شعورنا بالاغتراب يا وطني ونحن بين جنباتك يكاد يقتلنا..!
لذلك ادنُ منّا واقترب.. وأصغِ سَمعك لتلك النداءات التي ملأت فضاءك الشاسع.. إنّها يا وطني صرخات المقهورين، ونفثات المصدورين، الذين قَاسوا ألم هذا البُعد، واكتووا بنيران الحسرة والظّلم..
نُحبُّك ياوطن، وكيف لا نُحبُّك! ..
لذلك يجب أن نُخبرك أن الفساد يا وطني بات يضرب أطنابه في مفاصلك، وينخر لحُمتك، ويمتدُّ سرطانه في جسدك المُترامي، في ظلّ غياب الرقيب، وغفلة المسئول، ورُبّما تستُّره..
ولأنّنا نُحبّك فلا نريد للعابثين أن يجعلوا منك ألعوبة-وحاشاك أن تكون كذلك- لنهب ثرواتك، وإهدار حقوقك، والتلاعب بأنظمتك، والاستيلاء على خيراتك، وحرمان المُستحق منها من أبنائك، ممّن ضاقت بهم الحِيل، وعصفت بهم المِحن، فباتوا يشكون الحاجة والعَوز في وطنٍ عمّ خيره البعيد قبل القريب ..!
ولأنّنا نُحبّك فلا نريد للمُفسدين أن يتّخذُوك قنطرة-وأربأ بك عن ذلك- لتمرير مشاريعهم التغريبية، تحت أي شعار يتّخذونه، ووفق أيّ مُبرّر يحتالون به علينا وعليك، وأُعيذك بالله يا وطني من أنَ تكون لهم جِسراً ومطيّة، أو أن تسمح لهم ببثّ عَفَنهم ونفث سمومهم على أرضك وتحت سماءك، مهما زيّنوه وجمّلوه، وثِق يا وطني أنّ هؤلاء القوم هُم أبعد ما يكون عن دعوى الوطنية، فقد باعوك .. باعوك يا وطني منذ اليوم الذي قرّروا فيه التمرّد على مبادئهم وقيمهم التي غذّيتهم بها، هم العدوّ يا وطني فاحذرهم..
ختاماً يا وطني أقول وأكرر .. نُحبُّك ياوطن، وكيف لا نُحبُّك! ..
ولأننّا نُحبّك فإنّنا نريدك أن تعلو وتعلو وتعلو، دِيناً ودُنياً، بتحكيم شرع الله الذي قامت عليه دولتك، ونشر العَدل بين ربوعك، ورفع الظّلم بكل أنواعه وصوره، وإعطاء كُلّ ذي حقٍّ حقّه..
ولتعلم يا وطني أنّه لا مُزايدة على محبتنا لك، ولن نقبل بمن يُشكّك في ولائنا لك، لكنّ المحبة والولاء ما كانتا يوماً كلمةً تُقال، أو شعاراُ يُهتف به، بل لها لوازمها وتوابعها، وعلى رأسها النصيحة..
حماك الله يا وطني وحفظك من كل مكروه .. يا أغلى الأوطان ، ودُرَّة البلدان ..
انتهى






الساعة الآن 01:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

 

"جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى "

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009