![]() |
دمشق - لنزار قباني
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟ حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها فامسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي وأرجعي الحبرَ والطبشورَ والكتبا تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟ أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟ أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟ سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا.. هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟ وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟ ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟ شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا.. تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا.. من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ فانحنى وأعطى الغـواني كـلُّ ما كسبا وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟ حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟ الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا |
هذي دمشق .. وهذي الكأس والراح اني احب .. وبعض الحب ذباح انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي لسال منه .. عناقيد وتفاح ولو فتحتم شراييني بمديتكم سمعتم في دمي اصوات من راحوا زراعة القلب, تشفي بعض من عشقوا ومالقلبي -اذا احببت- جراح الا تزال بخير دار فاطمة ....... مستنفر .. والكحل صداح ان .... ... هنا .. نار معطرة فهل عيون نساء الشام, اقداح؟ مآذن الشام تبكي اذ تعانقني وللمآذن, كالاشجارارواح للياسمين, حقوق في منازلنا وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح طاحونة البن, جزء من طفولتنا فكيف ننسى؟ وعطر الهال فواح هذا مكان (ابي المعتز).. منتظر ووجه (فائزة).. حلو ولماح هناجذوري , هنا قلبي, هنا لغتي فكيف اوضح؟ هل في العشق ايضاح؟ كم من دمشقية, باعت اساورها حتى اغازلها .. والشعر مفتاح اتيت يا شجر الصفصاف معتذرا فهل تسامح هيفاء ... ووضاح؟ خمسون عاما .. واجزائي مبعثرة فوق المحيط, وما في الافق, مصباح تقاذفتني بحار لا ضفاف لها وطاردتني شياطين.. واشباح اقاتل القبح في شعري, وفي ادبي حتى يفتح نوار... واقداح ما للعروبة تبدو مثل ارملة اليس في كتب التاريخ, افراح؟ والشعر .. ماذا سيبقى من اصالته؟ اذا تولاه نصاب .. ومداح حملت شعري على ظهري .. فاتعبني وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا وكلُّ ثانيةٍ يأتيك سفّاحُ |
ابداع لاحدود له من نزار ومنكم تقبلوا مروري وشكري
|
العزيزي المغترب شكرا على المشاركة والمجاراه تحياتي |
كف الندي مرورك يسعدني تحياتي |
اخي الرهيف
كل عام وانت بخير سلم نقلك |
الليث وانت بصحة وسلامة |
الليث وانت بصحة وسلامة |
رحمك الله يانزار قباني شاعر كبير يشدني من اول بيت وتسلم على الطرح المميز يا الرهيف تحياتي لك |
قصيدة جزلة
وسلم نقلك ياالرهيف |
ابن شداد المميز تواجدك تحياتي |
ابن الذيب شكرا على المرور تحياتي |
الساعة الآن 06:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
"جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ... ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى "